اجتمعت دول في بداية مؤتمر رئيسي للأمم المتحدة معني بالطبيعة في مونتريال بهدف السعي للتوصل إلى اتفاق عالمي جديد لحماية ما تبقى من الحياة البرية والمساحات الطبيعية على الأرض.
ويأمل المفاوضون أن تتمخض القمة التي تستمر أسبوعين وتعرف باسم "كوب15"، عن اتفاق يضمن وجود المزيد من "الطبيعة" - الحيوانات والنباتات والنظم البيئية الصحية - في عام 2030 أكثر مما هو موجود الآن.
لكن كيفية متابعة هذا التقدم وقياسه سيحتاج إلى موافقة جميع الحكومات البالغ عددها 196 بموجب اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي. وحذر مراقبون بالفعل، قبل بدء المحادثات جديا غدا الأربعاء، من أن العملية تبدو وكأنها صراع.
وفشلت ثلاثة أيام من المحادثات السابقة للقمة انتهت أمس الاثنين في تقديم مسودة اتفاق للمفاوضات قبل اختتام القمة في 19 كانون الأول.
وقالت إليزابيث ماروما مريما، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، في مؤتمر صحفي "تحقق بعض التقدم، لكن ليس بالقدر المطلوب أو المتوقع. لا أشعر أن المندوبين وصلوا إلى ما كنا نتوقعه".
ويحضر القمة أكثر من عشرة آلاف مشارك، من بينهم مسؤولون حكوميون وعلماء ونشطاء، وسط دعوات من دعاة حماية البيئة وشركات لحماية الموارد الطبيعية ووقف ما وصفه العلماء بالانقراض الجماعي السادس.
وقالت إيفا زابي، المدير التنفيذي لائتلاف عالمي لشركات ومجموعات للحفاظ على البيئة يعرف باسم (بيزنس فور نيتشر) "نحتاج إلى أن تتبنى الحكومات مهمة واضحة وعاجلة لوقف خسارة التنوع البيولوجي وعكس اتجاهه بحلول عام 2030".
وهناك أكثر من مليون نوع، خاصة من الحشرات، مهدد الآن بالانقراض. وتختفي الأنواع بمعدل لم نشهده منذ عشرة ملايين سنة. ويُعتبر نحو 40 بالمئة من سطح الأرض متدهورا، وفقا لتقييم توقعات الأمم المتحدة العالمية للأراضي لعام 2022.
ولم تحظ قط محادثات التنوع البيولوجي للأمم المتحدة التي تعقد كل عامين بالقدر نفسه من الاهتمام الذي يحظى به المؤتمر السنوي للأمم المتحدة المعني بتغير المناخ. لكن هناك وعيا متزايدا بأن حماية الطبيعة والسيطرة على تغير المناخ يسيران جنبا إلى جنب.
وتعتبر النظم البيئية الصحية مثل الغابات والأعشاب البحرية أساسية للسيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي الوقت نفسه، يتزايد تهديد ارتفاع درجات الحرارة العالمية لنظم بيئية كثيرة وكذلك الأنواع غير القادرة على التكيف بسرعة أو على الانتقال إلى مناطق أكثر اعتدالا.