أشار رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية في اليمن، عبد الكريم السعدي، الى أن "المشهد السياسي اليوم به الكثير من التطورات التي تؤكد أن هناك صراعا إقليميا واضحا على الأرض اليمنية، ولم يعد أمام المجتمع الدولي ومجلس الأمن سوى وقف تلك الحرب المدمرة".
واعتبر في حديث مع وكالة "سبوتنيك"، أن "إنهاء الحرب في اليمن لم يعد قرارا محليا، بل أصبحت تحكمه ملفات إقليمية لا علاقة لها باليمن سوى أنه "ساحة للصراع" وتنفيذ تلك الملفات، لذا يعتقد أن المنطقة اليوم أمام مشهد لنهاية الحرب اليمنية"، موضحا "لكن ليس الإنهاء الفوري وإنما بالتدريج، وما يقوم به المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ من مشاورات واتصال بكل الأطراف وجولات مكوكية بين عدد من العواصم، قد يكون خطوة نحو تحركات دولية حاسمة لإنهاء الوضع خارجيا، لكن يظل الوضع الداخلي ملتهبا وجاهزا للانفجار في أي لحظة".
ورأى السعدي أن "السعودية كراعي وكطرف في الصراع، بدأت تأخذ خط معين، حيث أن الحوار بينها وبين الحوثيين، يمضي في خط موازي للمبعوث الدولي والأمم المتحدة، وعلى ما يبدو، فإن الرياض والمبعوث جادان في إنهاء الأزمة مع جماعة "أنصار الله".
وأوضح أن "السعودية والحوثيين توصلا إلى اتفاقات في الكثير من الملفات الهامة ولم يتبق أمام الطرفان سوى بعض الملفات التي يرى "أنصار الله" أنها تمس بالسيادة، مثل تجميع الموانئ والممرات الملاحية وجعلها تحت إدارة إقليم واحد، متوقعا أن يقتصر المشهد القادم على الرياض وصنعاء لإنهاء الأزمة وخروج السعودية".
في مطلع تشرين الأول، أعلنت "أنصار الله"، وصول مفاوضات تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتسيطر جماعة أنصار الله منذ أيلول 2014، على غالبية المحافظات بوسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار من 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.