اشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الى إن "الأداء المذهل للمغرب في المونديال، ووصوله إلى مباراة نصف النهائي مع فرنسا والنشوة العالمية التي أحدثها، كل ذلك يمثل لحظة خاصة للمغاربة وغيرهم من العالم العربي وما وراءه".
ولفتت الى أن "هذه ليست مجرد قصة طرف ضعيف أو قصة انتقام الجنوب العالمي ضد القوى الاستعمارية السابقة والأعداء التاريخيين أو موجة من الفخر العربي والإفريقي والإسلامي". ورات إن "أداء المغرب في كأس العالم لهذا العام يشير إلى لحظة خاصة من الوعي الذاتي والتفاؤل غير المحترس التي لم نلمسها في هذه المنطقة منذ انتفاضات 2011".
وتحدثت الصحيفة عن "الفرحة العارمة في بيروت والمغرب وفي جميع أنحاء العالم العربي ومعظم أوروبا. وعلقت على مشاهد الاحتفال الأخرى مع تقدم المغرب إلى الدور نصف النهائي بعد فوزه على البرتغال وفي أماكن دمرتها الحرب مثل غزة وتصريحات لعدد لا يحصى من المسؤولين من الحكومات والمنظمات الدولية يقدمون التهنئة. ففي عمان، العاصمة الأردنية حيث يعيش، تقوم الشركات بتغيير إعلاناتها لجني الأموال من هوس المغرب.
ولفتت الى إن "هذه ليست مجرد شوفينية عادية للمغاربة. فقد عملت البلاد بجد من أجل ذلك، إذ قامت بإصلاح اتحاد كرة القدم منذ أكثر من عقد واستثمرت أكثر في لاعبيها. وهناك وليد الركراكي، المدرب الذهني الذي يمكنه شرح كل قرار من قراراته ببلاغة مع تحليل دقيق لنقاط القوة والضعف لدى الفريقين المتنافسين". ولم يكن المغرب محظوظا فقط بل وتغلب، باستراتيجية دفاعية ثقيلة، وفرق أكثر خبرة وتصنيفا عاليا من خلال الجرأة والعواقب الوحشية في كثير من الأحيان على لاعبيه، الذين عانوا مرارا من الإصابات من خلال وضع أنفسهم في طريق الهجمات الشرسة.
وأضافت أن "هناك الكثير لتفتخر به المغرب، ولكن الأهم من ذلك بكثير هو الحفاظ على فريقها في الدوري الكبير، ورؤية لاعبين يشبهوننا – لوحة من البشرة البيضاء والزيتونية والبنية أو الشعر المجعد والمتعرج، ملامح حكيم زياش الحادة المتأملة، الوجه البهيج والمشرق لأشرف حكيمي وسحر حارس المرمى الوسيم ياسين بونو – يصل إلى هذا المكان المرتفع على الساحة العالمية".
واشارت الى أنه "في فرنسا، اشتكى السياسيون اليمينيون المتطرفون مثل إريك زمور على شاشات التلفزيون في أوقات الذروة من وجود الكثيرين من البشرة الداكنة في المنتخب الوطني، كما أنهم ساخطون لأن المغاربة الفرنسيين سيختارون دعم المغرب في نصف النهائي. في المغرب، لن يجرؤ أحد على الإيحاء بأن المنتخب الوطني لا يمثل الوطن إلى حد ما. بل على العكس من ذلك، فهو يمثل تنوع المغرب، وحقيقة أنه بلد مهاجرين، من العرب والبربر واليهود، الذين يفكرون في أنفسهم على أنهم أفريقيون وكذلك شرق أوسطيين".