بعد سنتين من العلاقات المأزومة بين لبنان والدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، خسرالبلد الكثير سياسيا واقتصاديا، 500 مليون دولار سنويا من الصادرات وحدها فضلا عن ان السياحة الخليجية كانت العمود الفقري للإيرادات السياحية اللبنانيةوتقدر بـ4 مليارات دولار خسائر،حسبما أشار رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر، جازما أنه لا يمكن التعويض عن السوّاح الخليجيين ان لجهة حجم الإنفاق أو لجهة مدة الإقامة،السؤال المطروح حاليا هل يمكن أن تفتح زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الاخيرة برفقة وفد وزاري الى المملكةالباب لعودة الأمور الى ما كانت عليه قبل المقاطعة الخليجية؟وما هي أسباب البطء في هذا الملف؟.
في هذا السياق، يؤكد مصدر مطلع عبر "النشرة" أن العلاقات اللبنانية السعودية ستكون بدون أدنى شك أفضل في العام 2023، وكشف أنه في موضوع الإقتصاد والتصدير فقد طلب ميقاتي من وزير الصناعة جورج بوشكيان وضع آلية جديدة لعرضها على السعوديين ولحماية المملكة من تصدير الكبتاغون،والعمل جارٍ بسرعة آملا بأن نصل الى علاقات طبيعيّة بأسرع وقت.
ميقاتي من جهته كان وصف زيارته الى السعودية بالممتازة وقال أن الكلام الذي سمعه من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن لبنان إيجابي جدا.فهل نصدق أن الزيارة قد رسمت بداية جديدة من العلاقات بين بيروت والرياض وفتحت الأبواب المملكة من جديد أمام لبنان؟! لكن بالطبع المساعيتحتاج الى تعاون كل القيادات وعدم اللجوء الى أي أعمال تخرب ما يجري ترميمه.
وتضيف المصادر أن المملكة ما زالت على ثوابتها من لبنان،التي تقوم على محاربة الفساد وإجراء الإصلاحات وانتظام عمل المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة ليست كسابقاتها، وهذا ما تُليَ على مسامع ميقاتي من بن سلمان، فيما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال على ما صدر من مواقف عن الحكومة ألاّ يكون لبنان منصّة للإساءة الى المملكة أو ممرا للمخدرات اليها ودول الخليج عموما.
وعن الخسائر التي يتكبدها لبنان بسبب سوء العلاقات شرح نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش لـ"النشرة"قائلا أنالعلاقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الخليج وخصوصا العربية السعودية منذ سنتين لم يحصل أي تقدم، مع العلم أن بعض السياسيين والهيئات الإقتصادية حاولوا خرق هذا الجدار دون أي جدوى، معربًا عن تفهمه لقرار المملكة والّتي كانت مُحاربة على الرغم من ان العلاقة بين البلدين هي تاريخ. فاللبناني هو المساهم الأول في اعمار المنطقة وخصوصا السعودية الّتي كانت أيضًا المساهم الأول في مساعدة لبنان ولا ننسى أن بيروت بالنسبة للخليجيين هيمقصدهم الدائممؤكدا أنه اذا لم يكن اليوم فغدا لن يترك السعوديون البلد.
ولفت بكداش الى أن العلاقة السيئة بين البلدين أدت الى خسارة 250 مليون دولار في السنة كانت مرجّحة أن تصبح مضاعفة بعد أن قلّت الأكلاف الصناعيّة محلّيًا وارتفع عدد المصانع وكشف أن المشكلة الأكبر أن تركيا حلّت مكان لبنان بالتصدير الى المملكة وهذا خطر كبير بالنسبة لنا كدخول الصين الى الشرق الأوسط والمنافسة معها صعبة. واردف أنه على يقين بأن العربية السعودية تفضّل البضائع اللبنانية عن أي مصادر أخرى، إضافة الى تمييزهم للتعامل مع اللبنانيين والثقة بالمنتج اللبناني.
وختم نائب رئيس جمعية الصناعيين بالسؤال هل ستكون السياسة الإقليمية بالمرصاد لتجميد مساعي رئيس حكومة تصريف الأعمال والوزراء؟ لكن مما لا شك فيه أن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فعالة سسشكّلان امتحانا للعلاقة بين لبنان والخليج ودول العالم.