باشر النازحون السوريون إلى الجنوب استيفاء 6 مليون ليرة لبنانية بدل تدفئة شتوية، من المفوضيّة العليا لشؤون اللاجئين، عبر أحد المصارف في النبطية. حيث يشكلون ضغطاً يوميا على الصراف الآلي، ويأتون من أقضية مرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل والبقاع الغربي وراشيا. وهي مساعدة تعطى لهم بعد تسجيل أولادهم، على حساب الأمم المتحدة، في دوامات مسائيّة بالمدارس الرسمية اللبنانيّة، مع ما يحتاجه الطلاب من كتب وقرطاسية وبدلات انتقال إلى تلك المدارس، في وقت تنسى هذه المفوضيّة "العنصرية" المجتمع المضيف الّذي يعاني من عبء هؤلاء.
وسألت مصادر معنية، عبر "النشرة"، عن كيفيّة عودة النازحين إلى بلادهم، بعد أن سجلوا أولادهم في المدارس اللبنانيّة، في حين أن المساعدات من الأمم المتحدة لا تزال تتتدفّق عليهم، وهي تشمل جميع نواحي حياتهم الإجتماعية والإقتصادية والمعيشية، حتى أن أوضاعهم باتت أفضل من أوضاع اللبنانيين، ومنهم من يقوم بسحب حصته الماليّة ليشتري فيها ذهباً، مشيرة إلى معاناة اللبنانيين من ضغط النزوح السوري على البنى التحتية، كالكهرباء والمياه ومجاري الصرف الصحي والكهرباء والمياه.
وأوضحت أنه لم تسجل سوى عودة يتيمة للنازحين من منطقة النبطيّة، قوامها عشرة أشخاص، وعودتان من عرسال، وانتهى الموضوع عند هذا الحدّ بسبب ضغط الأمم المتّحدة لمنع العودة، بحجّة أنّ النظام السوري اعتقل عدداً من العائدين وزجّهم في السجون، وهو ما نفته المصادر الأمنيّة اللبنانيّة مؤكّدة أن تلك الحجّة هدفها عرقلة العودة، مع العلم أن الأوضاع الأمنيّة استقرت على الأراضي السوريّة، وليس هناك من سبب يؤخّر عودتهم الى ديارهم.
وأشارت إلى أن وفداً من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي زار محافظ النبطية حسن فقيه، لمتابعة أوضاع هؤلاء، فبادرهم المحافظ بعدم وضع خطة خمسيّة للنزوح بل العمل على اعادتهم، موضحاً ما يشكله بقاؤهم في مناطق الجنوب خصوصا ولبنان عمومًا من ضغط على الكهرباء والمياه والنفايات، ومؤكداً على ضرورة دعم المجتمعات المضيفة للسوريين، الّذين يجب تقديم المساعدات لهم على أراضيهم، بعد أن انتفت الحجة الأمنية لبقائهم في لبنان.