هل شعرت ذات مرّة بالألم أو فقدان الأمل في شيء ما وفجأة لاح لك بصيص نور وامتدت لك يد نقلتك من الظلمة التي كنت تعيش فيها الى الضوء؟!.
نعم هذا الشعور قد يمرّ به البشر، عبر الإيمان الذي قد يكون خشبة الخلاص التي يتمسّك بها الإنسان فتكون الزورق الذي ينقله الى شاطئ الآمان.
"الايمان" بالله والثقة بالقديس شربل كانا السلاح الذي قاتلت به سحر ناصيف، الأم لثلاثة أولاد، الألم الذي عصف بها طيلة 6 سنوات نتيجة نزيف حادّ أصابها.
تروي عبر "النشرة" باكيةُ رحلة العذاب مع النزيف والأطباء، أخذت أدوية كثيرة، ولم يكن يتوقّف النزيف تقول "سحر". وتلفت الى أنه قبل أن تحمل بطفلتها الثالثة شاركت في رحلة الى سيدة البير، هناك قالت لها احدى الراهبات "من لديه مشاكل في الحمل فليصلِّ وليتضرّع، وهكذا حصل فأحضرت حزامًا من الدير ونذرت نذرها، إن كان صبياً سأسمّيه شربل على إسم القديس شربل وإن كانت فتاة سأسميها فيرونيكا، فوُلدت فيرونيكا".
تشير سحر الى أنه بعد أن ولدت ابنتها عادت وحملت وعانت مشاكل من جديد خلال حملها واضطرّت للاجهاض حسب قولها، و"منذ ذلك الحين والنزيف لم يفارقني. أجريت كلّ أنواع الصور الشعاعيّة ولم يتبيّن أيّ شيء، ورغم ذلك لم يتوقّف النزيف. وطيلة فترة مرضي كان "شربل" رفيقي بواسطة إبنتي الكبرى التي كانت تراه باستمرار ولكن من دون وجهه".
يصادف عيد تقديس شربل في 9 تشرين الاول، الثلاثاء الذي يسبق هذا العيد أصبت بنزيف حاد جداً، وتوجهت الخميس الى الطبيب الذي وصف لي عددا من الأدوية الّتي وجب أن آخذها وكنت رافضة للموضوع. وتتابع سحر الى أنها "طلبت من زوجها الذهاب الى دير مار مارون-عنايا وهكذا حصل، شاركت بالقداس الالهي وهناك علمت أن ذكرى تقديس شربل هو هذا اليوم. وتلفت الى أنها "شعرت بشيء غريب أن تأتي وتطلب النعم في هذا اليوم وكأن "شربل" أرادني أن آتي اليه في هذا النهار ليشفيني"، وتضيف: "ركعت وصليت وطلبت الشفاء كما المرأة المنزوفة وهكذا حصل... إختفى النزيف بشكل نهائي".
منذ ذلك الحين لم تعد إبنة سحر ترى مار "شربل"، هي التي رأته 7 مرّات، آخرها كان قبل أيّام من شفاء والدتها، وللمرّة الأولى رأته كاملاً مع وجهه، بينما في المرّات السابقة لم تكن لتراه. "كانت هذه الاشارة التي أعطاني إياها القديس شربل"، هذا ما تقوله سحر، التي توضح الى أنها "علمت أن "شربل" سيشفيها وفعلها".
تتحدّث مع سحر وهي لا تكفّ عن البكاء وكأن الأعجوبة حصلت معها الآن، هي لا تزال تحت تأثير كلّ ما جرى. وتشير الى أن "نعماً كثيرة "رائعة" لا تزال تحصل معها"... والواضح أن هناك ما هو أكثر! وحدها الأيام المقبلة كفيلة بالكشف عنها.
في المحصلّة، هذا هو شربل الّذي لا يهدأ، هذا هو الايمان بالله الّذي له دلالاته، واذا كان مار شربل استطاع فتح كوّة في باطن السماء فوق لبنان باتّجاه المولود في المغارة، فلا بدّ أنّه لن يترك أرضه وبلاده وشعبه خاصة وجميع شعوب الأرض عامة.