شكلت "صيرفة" منذ انطلاقتها نقطة إرتكاز أساسية لتأمين الدولار للعائلات، واعادت الحياة والحركة الى فروع المصارف نتيجة تهافت الناس لاجراء هذه العملية الشهرية. سامية واحدة من الزبائن الذين يملكون حسابا في أحد المصارف كانت تنتظر لساعات لإجراء معاملات صيرفة، وتقول "إذا ما عملناها كلّ شهر ما فينا نكفي نصرف خلال الشهر". هذه عيّنة عمّا يجري للناس.
وبعد أن كان الدولار على المنصّة يُرفع بشكل تدريجي، قرّر حاكم مصرف لبنان فجأة رفع الدولار على صيرفة من 31500 ليرة الى 38 ألف ليرة دفعة واحدة، أرفق هذا الارتفاع بفتح المنصة للأفراد دون سقف محدّد للمبلغ. بعض العمليات وصلت الى حدود المليار ليرة (للحساب الواحد)، وما هي إلا أيام الا أن سادت بلبلة كبيرة فمتى يحصل المواطن على الدولار؟. وهنا تشير مصادر مطلعة عبر "النشرة" الى أن "المصارف وعند إجراء العمليات كانت تبلغ الزبائن بأنها لا تعرف متى تأتي الموافقة على العمليّة مرفقة كلامها بنحن نتصل بكم وإذا لم تأتِ الموافقة نعيد لكم المبلغ بالليرة".
لعبة مقامرة
من جهة أخرى ساد الهرج والمرج المصارف، "وفات الحابل بالنابل" لدرجة أنها أصبحت لعبة مقامرة علنيّة، فمن يملك الدولار باعه وإشترى الليرة ليجري العملية و"هوي وحظّو" فمتى قرّر المصرف المركزي خفض سقف العمليّات على صيرفة بظلّ ارتفاع الدولار في السوق السوداء يُضطر الى استعادةالأمواه بالليرة ويخسر بهذ الاجراء في عملية شراء الدولار من السوق السوداء، وهذه ليست "فرضيّة" انّما حدثت مع زبائن وخسرت في رحلة الاستفادة من "صيرفة" عندما قيل ان لا سقف، وكانت بحدود المليار ليرة الى مئة مليون ليرة... فلماذا حصل ذلك، ومن يتحمّل المسؤولية؟.
مصرف لبنان أصدر القرار بفتح عمليّات صيرفة دون سقف أيّ أنه يريد جمع الليرة من الأسواق، في المقابل كانتالمصارف تأخذ الليرات وتقول للزبون "إن أعطانا مصرف لبنان الدولار نعطيكم". أمّا الحقيقة أن "اللعبة" بين المصارف ومصرف لبنان في عملية "صيرفة" الأخيرة "غامضة".
فوائد على الليرة
مصادر مطّلعة عبر "النشرة" اشارت الى أنّ "المصارف وعند فتح أبوابها لإجراء صيرفة، كانت تأخذ المبالغ الضخمة بالليرة وتضعها في حساباتها في مصرف لبنان وتحصل في مقابلها على فوائد من البنك المركزي عليها،بدوره يكون المصرف المركزي بهذا الشكل قد زاد الكتلة النقديّة بالعملة الوطنية لديه ايضاً".
لا تؤمن المصادر كثيراً بمقولة أنّ "مصرف لبنان لن يعطي الدولار للمصارف في مقابل العمليّة، لأنه إذا كان كذلك فلماذا فتح المنصة؟، أكثر من ذلك لا تؤمن بأن مصرف لبنان يوافق أو لا يوافق أو يؤخّر العمليّات،وكلّ ما في الأمر أن المصارف تستفيد من الفوائد التي تحصل عليها على الكتلة النقدية بالليرةعلى حساباتها في مصرف لبنان".
هندسات مالية للمصارف
ترى المصادر أن في عملية "صيرفة" التي بدأت منذ عام نوع من أنواع الهندسات الماليّة التي يقوم بها مصرف لبنان للبنوك، إذ إن المستفيد الأول من "صيرفة" هم المصارف ويحصلون على "كوتا" يتم توزيعها بحسب ادارة المصرف، والأهمّ أنه وعبر المنصةتتم زيادة رساميل المصارف .
الخوف حالياً لدى المواطنين هو أن يلجأ سلامة الى إيقاف "صيرفة" بشكل مفاجئ رابطةً بين هذا الامر وما تقوله البنوك أن "صيرفة" متوقّفة والاجتماع المفترض عقده الاثنين للمجلس المركزي لمصرف لبنان. هذا الامر تستبعده المصادر، التي تعتبر أن "صيرفة" هي الورقة الاخيرة التي يستعملها سلامة، وإذا تم إيقافها يخسر أوراقه كلّها. فما هي الحلول البديلة لاستمرار الناس وعدم ارتفاع الدولار فجأة الى مستويات خيالية؟ لا شيء.
نقاش رفع الدولار المصرفي
"والارجح أيضاً أنه لن يناقش موضوع ايقاف أو الاستمرار بصيرفة في اجتماع الاثنين". بحسب ما تلفت المصادر، وتضيف: "في الدعوة للاجتماع ذكر أنه سيناقش الموضوع النقدي، وفي الأغلب سيتطرق الحاكم الى موضوع رفع الدولار المصرفي الى 15 الف ليرة في أوائل شباط كما ذكر في مقابلة تلفزيونية سابقاً"، لافتةً الى أن "سلامة وفي كلّ لقاءاته مؤخراً كان يؤكد أنه سيتم رفع الدولار المصرفي الى 15 الف في اوائل شباط، فهل يناقش ذلك في الاجتماع ويعلنه رسمياً أم يتبنى قرار المجلس المركزي، إن كان مغايراً، ذريعة لعدم تطبيق ما كان وعد به"؟.
لا شكّ أنه وعبر "صيرفة" يجري المصرف المركزي نوعاً من الهندسات المالية للمصارف، والأهمّ هل يعلن الاثنين عن رفع الدولار المركزي الى 15 الف على أن يبدأ التطبيق في بداية شباط، أم يؤجّل قراره!.