حضر وزراء "حزب الله" الجلسة الثانية لحكومة تصريف الأعمال، ومنحوا الغطاء لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالدعوة لجلسات إضافية، كلما كان هناك من امر ضروري يجب بحثه، فكثُرت التحليلات حول الموقف الذي قد يتخذه "التيار الوطني الحر"، الذي سبق لرئيسه جبران باسيل أن أعلن ان اللعب بالتوازنات خطير جداً وهو لا يتعلق فقط بعلاقة التيار بجهة أو فريق.
يوم أمس، عقد المجلس النيابي جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، جلسة جاءت مكررة للجلسات السابقة، وربما لم يستجد فيها سوى موقف نواب "الحزب التقدمي الإشتراكي"، الذين يفكرون بمقاطعة الجلسات المقبلة بحال لم تحصل تغييرات في المواقف والمقاربات، وهو ما سيبحثونه بشكل جدي خلال الأيام القليلة المقبلة، بحسب معلومات "النشرة"، وهم قد يتخذون القرار لوقف مشاركتهم بالمسرحيّات والدعوة إلى الحوار بشكل جدي لإنهاء الفراغ على مستوى الرئاسة الأولى.
بالمقابل، جاءت نتائج الاقتراع لتؤكد أن رئيس التيار لم يتسرّع بالرد على مشاركة وزراء "حزب الله" بالجلسة الحكومية، ولم يذهب إلى تبني مرشح واضح صريح لخوض المعركة الرئاسية، خصوصاً بعد الموقف الذي أعلن عنه حكومياً أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله.
يبدو أن رئيس التيار الوطني الحر قرر أن يكتفي بالرد على "حزب الله" الذي ورد في بيان المطارنة الموارنة، بالنسبة إلى المواجهة المفتوحة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حول إنعقاد جلسات مجلس الوزراء، الأمر الذي يخفف من حدة مواجهته غير المباشرة مع "حزب الله".
هذا الواقع قد يقود، بحسب مصادر سياسية متابعة، إلى إراحة الحزب، نظراً إلى أن موقف المطارنة الموارنة قد يدفع ميقاتي إلى التردد قبل الدعوة إلى أي جلسة أخرى، ويفتح الباب أمام البحث عن حلول مختلفة عن اجتماع الحكومة التي لا يجد "حزب الله" مانعاً دستورياً لانعقادها لأسباب ضرورية، وبالتالي يُبعد الحزب عن نفسه كأس الحرج مع "التيار الوطني الحر"، وبالتالي يفتح الباب أمام عودة الجانبين إلى الحوار الذي يقود إلى معالجة الخلاف بينهما.
ما تقدم يمكن التأكيد عليه من خلال عدم ذهاب التيار إلى التصعيد رئاسياً، في جلسة مجلس النواب يوم أمس، لكن بالمقابل هناك رأي سياسي آخر يقول بأنه لم يذهب الى تسمية أحد بسبب الخلافات بين أركانه حول هويّة هذا المرشح، إذ تُشير مصادر سياسية مطلعة إلى وجود خلافات كبيرة بين نوّاب التكتّل حول هويّة مرشح التيار، فباسيل يُريد مرشحاً من خارج التيّار، على اعتبار أنّ الرئيس الوحيد الذي قد ينتمي إلى التيار يجب ان يكون هو شخصياً، وبعض النواب يريدونه من داخله، على اعتبار أن التيار يضم أسماء كفوءة وقادرة على قيادة المرحلة والوصول إلى قصر بعبدا، بعيداً عن إسم باسيل، لذلك لا يزال الموقف الضبابي يُترجم داخل صندوق الإقتراع في المجلس النيابي.
لا شكّ أنه بمجرد عدم تبني التيار لإسم واضح لرئاسة الجمهورية يُبقي بارقة الأمل قائمة بخصوص الحوار بين التيار والحزب، لأنّ خطوة من هذا النوع ستكون ضربة قاضية لتفاهم مار مخايل.