أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، الى إنّ في "المرحلة الراهنة حيث تعاني فئات شعبية واسعة من أزمات خانقة على كل المستويات، ومع وجود فئات سياسية فئوية تعلن صراحة العداء لهذه البيئة التي أخلصت للبنان وتحمّلت وضحّت ودفعت الشهداء وأنجزت تحرير الارض وحقّقت للبنان انتصارات وسيادة منجزة، أقول ان كل ذلك مع ما مرّ من تجارب سابقة أفقدنا الأمل بألاعتماد في الصمود أمام هذه التحديات والخروج من الازمة الراهنة، الا على أنفسنا بعد الاتكال على الله سبحانه وتعالى، والعودة إلى الأرض لإنتاج ما نحتاجه والاهتمام بتربية الماشية وأن تكون هذه سياسة استراتيجية، ليس لتخطي الازمة الحالية فقط وتأمين صناعات خفيفة، ولذلك فإن القوى السياسية المقاومة تتحمل مسؤولية في المساعدة والتوجيه نحو ممارسة هذا النشاط والاستفادة من القدرات المتوفرة وعدم الاكتفاء باعتماد سياسة تقديم المساعدات المادية والمالية".
وشدد خلال خطبة الجمعة، على أن "من اليأس من وجود القدرة والشجاعة اللازمة لدى البعض من القوى السياسية لبناء دولة حقيقية التي تبني مواقفها على تلقين نفسها بالعجز عن مواجهة المخططات الخارجية أو انها قيّدت نفسها بعلاقات تمنعها من حرية اتخاذ القرار، لذلك تتمنّع عن الاستجابة لدعوة الحوار الذي هو الحل الطبيعي في مثل هذه الحالات، لأن القوى الممسكة بقرارها لم تحقّق أهدافها بعد من حصار لبنان وتجويع شعبه وتمنع عنه هبات الفيول الإيرانية والروسية والغاز المصري والكهرباء الاردنية، وان تمد اي دولة عربية او غير عربية يد المساعدة لشعب لبنان فيما يمنوننا ببعض المساعدات البسيطة للجيش اللبناني، واذا قدموا بعض المساعدات فعن طريق بعض الجمعيات المرتبطة بهم متجاهلين المؤسسات الرسمية بحجة الفساد فيما يكون الفساد الأكبر في زيادة التحطيم لمؤسسات الدولة وطريقة لحرمان اللبنانيين الآخرين من هذه المساعدات لأهداف سياسية ولإخضاعهم لإرادتهم، فيما يردد بعض اللبنانيين ما يريده هؤلاء من وجود مخططات تستهدف الوجود المسيحي في لبنان في مسعى لإثارة الهواجس الطائفية وتوسعة الهوة بين اللبنانيين رغم كل الأمثلة الصادقة والمخلصة التي قدّمتها المقاومة في تعاطيها مع اللبنانيين من كافة الطوائف وبالأخص مع اخواننا ومواطنينا المسيحيين".
واعتبر أن "العدو من مصلحته زرع الشك بين المكونات الوطنية وايقاع الفتنة بينهم التي يستفيد منها بعض هواة السياسة في الداخل للمزيد من الكسب الحرام ومزيد من تخمة الجيوب على حساب الناس وجوعهم ومعاناتهم، ويستفيد منها تجار الحروب والازمات المحتكرين لأرزاق الناس وسارقي جهدهم وعرقهم، ولكن ليس من المصلحة الوطنية الأخذ بالافتراءات وألاكاذيب، وأردّد مجدداً ما ذكرته بالأمس مع نقابة المحررين من اننا حريصون على المسيحية في الشرق حرصنا على أنفسنا ويوم تنتهي المسيحية منه يعني نهاية الإسلام ونهاية العروبة ، والذي يشكل الخطر على المسيحيين والمسيحية هو من يشكل الخطر على المسلمين والاسلام، والتجربة تثبت ذلك، فمن أنهى الوجود المسيحي والمقدسات المسيحية أو كاد في فلسطين وكذلك في العراق وسوريا وكاد ان يحصل ذلك في لبنان لولا المقاومة لذلك من الخطأ القاتل هو التصديق ان المسلمين في لبنان يتآمرون على الوجود المسيحي ويعملون على إلغائه".