"شمّر" مزارعو الجنوب عن سواعدهم وبدأوا الاستعداد والتحضير لموسم التبغ، من خلال زراعة المشاتل في مساكب لانتاج الشتول، التي تستخدم في هذه الزراعة التي تبدأ في شهر آذار المقبل. ومن المتوقع أن يرتفع عدد العاملين فيها ومساحات الأراضي المزروعة، هذا العام، نتيجة التحسينات التي طرأت على الأسعار من قبل إدارة الريجي، والتي دفعت أسعار الموسم الماضي بالدولار، حيث تراوح سعر الكيلو الواحد ما بين 5 و6 دولارات.
في المقابل، يواجه المزارعون ارتفاعاً بأكلاف الزراعة، من السماد والحراثة واجرة الأيدي العاملة والمياه، وفي إحصائية لـ"النشرة"، من المزارعين، حول التكاليف، تبين: أنّ سعر كيس الكيماوي 70 دولاراً، كلفة الدونم الواحد 300 ألف ليرة، جرّار المياه 700 ألف ليرة، الحراثة 500 ألف ليرة، اجرة السقي في الورشة مليون ليرة يومياً والغليل 800 ألف ليرة، مع العلم أن الحراثة للدونم يجب أن تكون 3 مرات قبل الزراعة، وهو يحتاج إلى كيسي سماد (كيماوي) و3 صهاريج مياه اضافة الى مصاريف أخرى بقيمة 300 الف ليرة.
في هذا السياق، يشير رئيس نقابة مزارعي التبغ في الجنوب ونائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان حسن فقيه، في حديث لـ"النشرة"، إلى أننا "أعدنا هذا العام زراعة التبغ إلى الخارطة"، لافتاً إلى أن "الذي حصل لمصلحة المزارعين كان نتيجة تدخل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ونتيجة جهودنا واجتماعاتنا مع مدير عام إدارة حصر التبغ والتنباك ناصيف سقلاوي، الذي بدوره راجع المسؤولين في الماليّة".
ويوضح فقيه أنه "بنتيجة هذا الحوار استطعنا تثبيت الأسعار بالدولار، ما أعاد ضخ الحياة إلى هذه الزراعة، وقد وصل الإنتاج إلى مليون ونصف المليون كلغ"، معرباً عن أمله في "أن يصل هذا العام إلى 4 ملايين كلغ"، مشدداً على أن هذه "الزراعة حيوية وتفعّل الدورة الاقتصادية في الجنوب"، مطالباً بزيادة موازنة وزارة الزراعة والمشروع الأخضر وإعادة استصلاح الأراضي ومشروع التنمية الريفية والبيئية، وتأمين المياه من خلال البِرَك وشقّ الطرقات الزراعيّة.
من جانبه، يلفت عضو بلدية يحمر ناصر علّيق، عبر "النشرة"، إلى أن هذه الزراعة تراجعت في البلدة عما كانت عليه في الماضي، حيث لم يبقَ الا 3 مزارعين من أصل 50، لكنه توقّع ارتفاع العدد من جديد بعد تحسّن الأسعار، لا سيّما لناحية دفع بدل المحصول بالعملة الخضراء، مشيراً إلى أننا "عازمون على إقامة دورات ارشاديّة ومدّ المزارعين بالمبيدات وتخصيص بركة المياه في البلدة لهذا الامر".
بدوره، يوضح رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في محافظة النبطية حسين مغربل، في حديث لـ"النشرة"، أن "شتلة" التبغ، خلال مرحلة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، كانت موصوفة بـ"شتلة الصمود"، لافتاً إلى أنّها ساعدت الجنوبي على البقاء في أرضه، ومتوقّعاً أن تعود المساحات الزراعيّة لتتوسع، بعد تراجعها سابقا.