أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن "التفاهم مع التيار الوطني الحر في موقع حرج ونأمل الحفاظ عليه من اجل المصلحة الوطنية"، مشيرا الى ان "من دماء كل الشهداء في لبنان تحققت انجازات كبرى منها تحرير لبنان على مراحل وتحرير الاسرى واستعادة الدولة والسلم الاهلي في لبنان وتحرير المياه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية وقطاع النفط والغاز عند المنطقة الحدودية"، مشددا على ان "هذه الانجازات اليوم هي مسؤولية الجميع ان يحافظ عليها والمعركة التي تخاض الان من اهم عناوينها لا سيما في السنوات الاخيرة الحافظ على هذه الانجازات والانتصارات الكبرى التي تحققت على مدى اربعين عاما، ولبنان دخل منذ العام 2019 في استهداف جديد من أجل إعادته الى السيطرة الأميركية".
وفي كلمة له، بذكرى "القادة الشهداء"، لفت نصرالله الى أن "الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما القى محاضرة في احدى الجامعات الاميركية في 21/4/2022 يشرح فيها كيف يتم السيطرة على الدول ويقول"نحتاج فقط الى افساد الراي العام لبلد ما بالرسائل العشوائية وطرح اسئلة كافية وزرع ونشر ما يكفي من الشائعات وفكرة المؤامرات"، معتبرا "اننا نحن امام هذا التحدي والذي تأتي فيه ادوات سياسة وإعلامية واقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي يتأثر به كل شيء".
وراى نصرالله أن "الفساد والخلل والاخطاء في الادارة والتقصير في تحمل المسؤوليات يتم استغلالها من قبل الادارة الاميركية، وامام هذا التحدي عندما نعود الى السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حربي وموقفه الثابت والحاج عماد مغنية الروح التي تقاتل، علينا ان نتحمل المسؤولية ونتعاون ونسقط مشروع الفوضى والهيمنة والعبث بعقول شعبنا وشعوب المنطقة للسيطرة على هذه البلدان".
وشدد نصرالله على ان "لا جديد في الملف الرئاسي اللبناني ولا بد من جهد لانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن"، مؤكدا ان "الارتفاع المتفلّت في سعر الدولار وبالتالي ارتفاع الأسعار يجب معالجته ومطالب القطاع العام محقة جداً".
واعتبر ان "الوضع الاقتصادي يشغل بال اللبنانيين جميعا وعلينا التفتيش عن حلول، وما يحصل في لبنان سببه الرئيسي هو الضغوط الأميركية وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبرة"، مؤكدا ان "علينا العمل لايجاد اقتصاد قوي، واحياء القطاع الصناعي والزراعي والتوجه بشكل جدي في قطاعي النفط والغاز، كما يجب السعي لانجاز اقتصاد قوي في بلدنا والبحث عن أسواق أخرى كالصين وروسيا".
وشدد نصرالله على "اننا لن نسمح ابدا بحصول تسويف بشأن استخراج النفط من مياهنا، ونحتاج الى قرار جدي من الحكومة الحالية والاتية والقول للاميركيين "يحلوا عننا".
واضاف :"اذا كان الاميركيون او البعض في الداخل يخططون للفوضى وانهيار البلد اقول لهم انتم ستخسرون كل شيء في لبنان، ومن يراهن ان المعاناة او الالم يمكن ان يدفع هذه البيئة بالتخلي عن خيارها والوصية الاساس وانجازات الحاج عماد مغنية اي التخلي عن مقوم امنها وبقائها ووجودها وسيادتها وصون عرضها وخيرات بلادها هو واهم".
واكد نصرالله ان "من يريد ان يدفع لبنان الى الفوضى او الانهيار عليه ان يتوقع منا ما لم يخطر في بال او وهم وان غدا لناظره قريب، وعلى الأميركيين أن يعلموا إنه إذا دفعوا لبنان الى الفوضى وتألم الشعب اللبناني فهذا يعني أننا لن نجلس ونتفرج على الفوضى وسنمد يدنا الى من يؤلمكم حتى لو أدى ذلك الى خيار الحرب مع ربيبتكم"إسرائيل".
وفي سياق اخر، لفت نصرالله الى ان "اهم حدث في منطقتنا خلال الاسبوعين الاخيرين هو الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا ونجدد التعازي للقيادتين السورية والتركية ولعائلات الضحايا المفجوعة"، معتبرا "اننا امام مأساة عظيمة وما حصل هو اختبار لانسانية كل شخص وجهة ودولة وجمعية فأمام هذه المشاهد المؤلمة الناس الطبيعيون يتصرفون بانسانية ويضعون الصراعات السياسية جانبا وتصبح الاولوية هي المسارعة الى انقاذ من هم تحت الانقاض".
واعتبر ان "الأولوية هي لاحتضان الناجين واستخراج جثامين الضحايا من تحت الانقاض واعادتهم الى عائلاتهم، وكل من شاهد ولم يتألم ويعتصر قلبه الما عليه ان يراجع انسانيته ومستواه الاخلاقي وضميره وفي هذا الامتحان سقطت مجددا الادارة الاميركية وكشفت عن وجهها وحقيقتها المتوحشة".
وتابع :"كنا نتطلع ان يتعاطى العالم بمساواة وعدالة مع سوريا كما فعل مع تركيا وشهدنا بوضوح كيف تصرف المجتمع الدولي والكثير من الدول والاعلام في العالم تجاه الضحايا على الاراضي التركية وتجاه الضحايا على الاراضي السورية وهذا سقوط انساني مروع، والإدارة الأميركية تركت الناس يموتون في الأيام الاولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا".
واكد نصرالله انه "امام هول الزلزال والهزة، في تلك الثواني القليلة شعر كل واحد منا بضعفه وعجزه وكنا جميعا بين يدي رحمة الله تعالى والجميع تساوى وهذا يجب ان ينبهنا الى حقيقتنا وانفسنا، ويؤسفني ان اقول انه اصبح هناك تحدي جديد امام لبنان وهو احتمال حدوث زلزال بحسب توقعات الخبراء"، متسائلا :"هل الدولة اللبنانية ووزاراتها مؤهلة لانقاذ الناس من تحت الانقاذ او لايواء من سيتم تشريدهم ولهذا النوع من التحدي، وادعو الدولة اللبنانية والحكومة وان كانت حكومة تصريف اعمال وضع خطة لمواجهة كارثة من هذا النوع"، مضيفا :"يستطيع لبنان بالرغم من الامكانيات المتواضعة وضع خطة للتقليل من الخسائر البشرية".
كما ذكر نصرالله بأن "الوضع في كيان العدو هو غير مسبوق على المستوى الداخلي والبيئة الاستراتيجية والحكومة الحمقاء الحالية تدفع الامور الى صدامين كبيرين الاول داخلي اسرائيلي والثاني فلسطيني وقد يمتد في المنطقة، وفي الصدام الاول، ولاول مرة في الكيان الصهيوني نسمع الحديث من رئيس الكيان ورؤساء وزراء سابقين ووزراء حرب سابقين وجميعهم يتحدثون عن حرب اهلية وسفك للدماء وقرب الانفجار ويتحدثون عن الهجرة المعاكسة".
من جهة اخرى، ذكر نصرالله انه "في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الملايين من الايرانيين خرجوا في مسيرات وعبروا عن التزامهم بهذه الثورة الاسلامية والقيادة والخيار الا ان وسائل الاعلام في العالم "ابتلعت السنتها" وصمتت وتجاهلت ما يحصل"، معتبرا ان "العالم الغربي تجاهل المسيرات المليونية في إيران في وقت ركّز فيه على بعض أعمال الشغب للتحريض على إيران".