خميس السكارى مناسبة يحتفل المؤمنون به، وهي تأتي في الأسبوع الأخير الذي يسبق الصوم الكبير لدى الطوائف التي تتبع التقويم الغربي أي تحديدا في أسبوع المرفع حيث تجتمع العائلة حول المائدة لتشرب النبيذ والكحول وتتناول اللحوم وأطيب المأكولات تحضيراً للصوم.
يدور لغط كبير حول تسمية هذه الذكرى ليحوّلها بتشويه الاسم الى "خميس الذكارى" ولكن الواقع مختلف تماما ونحن نحتفل فعلياً بخميس السكارى وليس "خميس الذكارى". بحسب ما يؤكد الأب هاني مطر، الذي يلفت الى أن "خميس السكارى هو عادة مارونيّة ترجع الى بدايات الإنتشار المسيحي في منطقتنا، حيث دخلت العادات الوثنيّة الى الطقوس الدينية وإختلطت وأصبحت من التقاليد، وتلوّنت بالدين مع انها اجتماعيّة ولا علاقة لها به".
يشير الأب مطر الى أنه "وفي العادات أن المسيحيين الموارنة يُعدّون خروفاً من ماشيتهم ليذبحوه في "أحد الدبيح" أيّ الأحد الأخير قبل أحد مدخل الصوم (المعروف بأحد الموتى) ليكون طعامهم طيلة الأسبوع وصولا الى أحد المرفع (أحد مدخل الصوم) الذي فيه يرفعون الزفر، أي أكل اللحوم، حتى صباح أحد القيامة المجيدة"، مضيفا: "حتى لا يبقى من اللحوم ما يستوجب رميه مع بدء الصوم تقام الولائم خلال الاسبوع، خصوصا مع حلول يوم الخميس، وتترافق مع شرب النبيذ والعرق فأضحى للخميس تسمية "خميس السكارى" تشبه واقعه الاجتماعي، الذي ينطوي ضمنا على طابع ديني".
أما الاب البرفسور يوسف مونس فيشدد على أننا "نحتفل في الخميس الذي يسبق اثنين المرفع بخميس "السكارى" وليس الذكارى"، مضيفا: "لا توجد كلمة ذكارى ولكننا نذكر موتانا طوال هذا الاسبوع واليوم نذكرهم ونصلي من أجلهم".
كلمة "ذكارى" غير موجودة في اللغة العربية على عكس كلمة سكارى التي تعني السكر". هذا ما يؤكده الاب عصام ابراهيم، شارحاً أنه وفي "اسبوع تذكار الموتى أو أسبوع المرفع وفي يوم الخميس تحديداً وهي الليلة التي إجتمع فيها يسوع المسيح مع تلاميذه وأعطاهم القربان المقدس، يجتمع أفراد العائلة لآخر مرة قبل الصوم حيث يتذكّر أفرادها أمواتهم ويفرحون ويأكلون"، مضيفاً: "من هنا تمت تسمية هذا الخميس بخميس السكارى والتي تعني لقاء الفرح قبل الدخول في زمن الصوم، حيث لا نستطيع عيش فرح الطعام وشرب الكحول".
اذاً، ليس الخميس الأخير قبل بدء الصوم هو خميس الذكارى أو ما يحاول البعض تشويه تقليد عمره مئات السنوات، وفي وقت يتذكّر المؤمنون في هذه المناسبة أمواتهم، يبقى "خميس السكارى" حيث تجتمع العائلة من الأهميّة للبدء بالتخلّي عن المتعلّقات المادية والدنيويّة تمهيدًا للدخول بمرحلة الصوم.