يبدو أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أعد ملفاته جيداً وحسم موقفه لإيصال رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، حيث كسر الجمود منذ الجلسة الحادية عشرة لإنتخاب الرئيس في 19 كانون الثاني، ومن دون إنذار مسبق دقّ الجرس وفعّل الحراك الرئاسي، ووضع البلد أمام آخر جدي وعملي بعد أجواء "حالة المراوحة" التي خرجت إثر الاجتماع الخماسي في باريس وضمّ أميركا وفرنسا ومصر وقطر والسعودية، والذي لم يصدر عنه أي بيان.
إنهاء ترشيحين؟
بعد وأن سبق أن أعلن رئيس المجلس بأنه لن يحدد موعد الجلسة الثانية عشرة لإنتخاب الرئيس ما لم تحضر ظروف جديدة بدل الاكتفاء باستعراض الأحجام والأصوات، عمد شخصياً اليوم إلى الإعلان جهاراً بأن هناك مرشح واحد هو رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، مع حرق ورقة النائب ميشال معوض للإنتقال الى المرحلة التالية من جلسات الإنتخاب. كما أعلن بأنه لدى فرنجية 63 صوتاً، أما المرشح الآخر فليس سوى "تجربة أنبوبيّة"، حيث حصل سجال بيانات على إثرها أنهت عملياً تشريح ميشال معوض، وختامها كانت مع بيان سريع من الحزب التقدمي الإشتراكي والذي دعا خلاله إلى " تلبية دعوة الحوار التي وجهها بري، بدل توزيع التهم بطريقة "همايونيّة" بحق رئيس المجلس أو أي مكوّن وطني وروحي"، وعليه طويت صفحة معوّض الرئاسية.
كما عمد بري وبشكل واضح لا لبس فيه، على قطع الطريق الرئاسيّة على قائد الجيش جوزاف عون بإعلانه أن لا تعديل دستوري سيحصل لانتخابه، وعليه لن تتكرر حالة الرئيس الأسبق ميشال سليمان في العام 2008.
وكانت معلومات قد تحدثت بأنه لم يتم إيجاد مخرج دستوري للتمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وذلك في إطار قطع الطريق على أيّ تعديل دستوري آخر، وبات إسم قائد الجيش رسميا خارج المعادلة الرئاسية أيضا، حسب المصادر.
حراك السفيرتين الأميركية والفرنسية
وفي إطار الحراك الدبلوماسي القائم، أكدت مصادر مطلعة على الملفّ لـ"النشرة" بان السفيرتين الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو تجولان في إطار العمل لتسريع عملية انتخاب رئيس في اقرب فرصة ممكنة، وهو الحراك شبه الوحيد حالياً، بحسب المصادر، وسط إجماع دولي على ضرورة انهاء الفراغ الرئاسي بأسرع وقت ممكن لمنع حصول فراغات متنوعة في الادارة اللبنانية الماليّة والعسكريّة، وهذا ما تدعو له بشكل واضح وتحذر منه بكركي.
وأكدت المصادر أن "لا مانع لدى واشنطن وباريس من وصول رئيس تيار "المردة" الى قصر بعبدا".
"المربع الجدّي للانتخاب"
في المحصّلة، أكّدت مصادر مواكبة لـ"النشرة" بأنه "بعد تصريح رئيس المجلس اليوم دخلنا "المربع الجدّي" لإنتخابات رئاسة الجمهوريّة، وما نقل عن برّي ينمّ عن وجود خطوات منتظرة، المطلوب منها حسم هذا الاستحقاق الدستوري".
وفي السياق، رأت مصادر سياسية بأن "إقدام بري على إعلانه ترشيح فرنجيّة علنا بعد 11 جلسة يعني أنّه حسم ملف الأصوات، وإشارة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في هذا الإطار بأنه "سينتخب فرنجيّة إذا توقفت الأمور على صوته للوصول الى رقم 65"، تختصر المشهد، وعليه بات على القوى السّياسية حسم موقفها الرئاسي بشكل جدّي قبيل جلسة الإنتخاب القادمة".
وختمت المصادر بالقول: "غداً يوم آخر، ومرحلة جديدة من الإسحقاق الرئاسي".