أشار "تجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرّري انفجار مرفأ بيروت"، إلى أنّ "بعد أيّام قليلة، يحتفل العالم كلّه بعيدَي الطّفل والأم، يتهادون يقطعون الحلوى، يتزاورون ويتبادلون التّهاني. الكلّ ينتظر هذا اليوم بفارغ الصّبر، إلّا نحن أهالي الشّهداء نهابه، نخشاه ونتوجّس من قدومه ووقعه على أمّهاتنا على أيتامنا وأراملنا، لأنّنا نعرف وقعه عليهن جميعًا".
ولفت في بيان، إلى أنّ "الطّفل الّذي يُتّم، كان ينتظر هديّته في عيد الطّفل من والده كما اعتاد، والأمّ الّتي كانت تنتظر فلذة كبدها ليدخل عليها كعادته مترنّمًا بكلماته العذبة "ستّ الحبايب"، لن يحضر في هذا اليوم"، متسائلًا: "هل تتخايلون كيف سيكون حالها يوم عيد الأم؟ لا شكّ ولا ريب ستكون مذبوحة من الوريد للوريد، تخنقها الغصّة والدّموع تشعل شمعةً أمام صورة فلذة كبدها، وتستسلم لألامها وأحزانها".
وأعلن التّجمّع "أنّنا كما لم نترك أمّهاتنا وحدهنّ في هذا اليوم كما في السّنتين الماضيتين، فلن نتركهنّ وحدهنّ في هذا اليوم، رغم كلّ الصّعوبات ورغم تخلّي الجميع عنّا وتركنا في مهبّ رياح العواصف، وسنجمع أمّهاتنا مع بعضهنّ البعض في هذا اليوم، ونواسي بعضنا البعض على قاعدة "اللّي بيشوف مصيبة غيره بتهون عليه مصيبته".
وركّز على أنّ "أمام هذا المشهد الإنساني المؤلم، وفي المقلب الآخر هناك سياسيّون وإعلاميّون وقضاة بلا ضمير، لا يتورعون عن تسييس قضيّتنا وزجّها في دهاليز التّمييع، تمهيدًا للتّضييع"، مبيّنًا أنّ "بعد كلّ ما سبق وذكرناه عن مخالفات قاضي التّحقيق طارق البيطار، الّذي اعتمد الاستنسابيّة والاستهداف السّياسي، بدل وحدة المعايير والنّزاهة، من خلال عدم استدعاء جميع من كان يعلم ويستطيع أن يفعل شيئًا ولم يفعل، باستراتيجيّته المزعومة الّتي دحصناها بالأدلّة والبراهين، بدليل استدعاءه منذ شهر واحد فقط بعض من كنّا نطالب باستدعائهم من سنتين، ها نحن نعيش فصول تلك المسرحيّة الهزليّة القذرة بين المدّعي العام التّمييزي القاضي غسان عويدات والبيطار ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، بمباركة السّفيرة الأميركيّة وقضاة المخابرات الفرنسيّة والألمانيّة، الّذين يتنقلون بينهم سرًّا وعلانيًّة، ممّا أدّى لما أدّى إليه من تهريب رجل المخابرات الأميركيّة محمد زياد العوف، رغم منع السّفر المزعوم بحقّه، وبالتّالي تعطيل كلّ سبل وآليّات التّحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت بانتظار تسوية ما، وما أقرفها من كلمة في القضاء تسوية، الّتي لن تكون إلّا على حساب الحقيقة والعدالة؛ وهو ما لم نسمح به أبدًا".
كما ذكر أنّ "سنتين وسبعة أشهر مرّت على ذاك الدّوي الرّهيب الّذي فجّر حياتنا وقتل فلذات أكبادنا، وزَلزل بيروت في الرّابع من آب المشؤوم. سنتان وسبعة أشهر والحزن والألم والعذاب يسكن نفوسنا وبيوتنا، نراه في عيون أمّهاتنا وأطفالنا، مرسوم في وجوه الأباء والإخوة والأخوات والزّوجات، متجذّر متعمّق متغلغل في كلّ حركاتنا وسكناتنا".
وشدّد التّجمّع على أنّ "مع كلّ مناسبة من المناسبات وعيد من الأعياد، نسترجع ذاك اليوم الأسود الرّهيب بكلّ أهواله، فننزوي بأركان بيوتنا بعيدًا عن أعين أسرنا، لتنفجر دموعنا ونبكي بحرقة أناس غادرونا بدون مقدّمات ولا وداع، لا لذنب اقترافوه سوى أنّهم يعيشون في بلد الفساد والفوضى، وطن الكيانات والأحزاب الّتي كانت هي نفسها دولة تتقاسم كلّ شيء من رئاسة الجمهورية نزولًا، مرورًا بالوزارات والأجهزة الأمنيّة، حتّى القضاء والقضاة الّذين نعاني منهم اليوم".
وأكّد أنّ "رغم رهانكم على يأسنا وتعبنا، لن نزيدكم إلّا عزمًا وعزيمةً وإصرارًا والمزيد من تمسّكنا بحقوقنا وحقوق شهدائنا وضحايانا". وتوجّه إلى مكتب الادّعاء في نقابة المحامين "الّذي اصطفّ سياسيًّا ضدّنا كتجمّع شهداء، لمجرّد موقفنا من القاضي البيطار، فقاطعنا منذ سنة ونصف السّنة، وخرج بالأمس ليعلن إنجازًا حقّقه عبر محكمة العدل العليا البريطانيّة بالدّعوى المقدّمة أمامها على شركة "SAVARO"، لتحصيل تعويضات ماليّة منها، عارضًا أسماء محاميه، مع تذكيرنا كالمعتاد بأنّهم يعملون تطوّعًا بل ويدفعون من جيوبهم أيضًا"، بالقول: "من قال لكم يا سادة أنّنا ننتظر تعوضات ماليّة؟ وهل هو "Test" لضبضبة القضيّة؟".
وجزم "أنّنا طلّاب حقيقة وعدالة فقدناها منكم بأوّل امتحان، حيث سقطتم عندما حاولتم إسقاطنا كأهالي شهداء، كرمى لعيون قاضٍ تعرفون في قرارة أنفسكم أنّه لا يعمل بمهنيّة. ولو كانت الدّول الصّديقة لكم تريد مساعدتنا، لكانت أعطتنا صور الأقمار الصّناعيّة، بدل إخفائها لأسباب تعرفونها جيّدًا؛ ونكتفي بهذا المقدار الآن".
إلى ذلك، أفاد التّجمّع بأنّ "في موضوع الجرحى، بفرضنا قانون مساواة شهدائنا بشهداء الجيش، إذ كان يجب أن يشمل هذا القانون الجرحى خصوصًا الّذين أُصيبوا بإعاقات دائمة أو شبه دائمة، إلّا أنّ انعدام الضّمير والوجدان استثناهم لتحوّلهم على وزارة الشؤون الاجتماعية والضّمان الصحّي. ورغم معاناة كلّ الجرحى بالضّمان والوزارة، تكفّلت الجمعيّات وبعض الخيّرين بعلاجاتهم وعمليّاتهم، بدل قيام الجهات المذكورة بواجباتها اتّجاههم".
وأشار إلى "أنّنا قد فوجئنا بالأمس مجدّدًا برفض وزارة الشّؤون قبول طلب أحد الجرحى الّذي فقد إحدى عينيه بالانفجار، بحجّة أنّه "يجب ان تكون فاقدًا لعينيك الإثنتين ليُقبل طلبك". بكلّ الأحوال، سنكون على موعد مع مؤتمر صحافي فضائحي بخصوص الجرحى قريبًا جدًّا، ما لم تصحّح الأمور، خصوصًا من قبل الّذين وعدونا ولم يفوا معنا".
وأوضح أنّ "بخصوص المعتقلين الّذين أُطلق سراحهم ضمن حلقة الصّراع القضائي، والّذين أعلنّا مرارًا وتكرارًا أنّ غالبيّتهم العظمى لا ذنب لهم أو أنّهم قاموا بكامل واجباتهم بمراسلة الجهات القضائيّة والأجهزة المختصّة، كشفيق مرعي ومحمد المولى على سبيل المثال لا الحصر، فإنّ البعض من هؤلاء يتعرّضون لحملة ظالمة، في سبيل منعهم من العودة لأعمالهم، بحجّة أنّ إطلاق سراحهم باطل، وهذا ظلم لأنّ ما بُني على باطل هو الباطل، وعين الباطل هنا هو اعتقالهم سنتين ونصف السّنة؛ يستحقّون عليها اعتذارًا صريحًا من كلّ من ظلمهم وظلم عائلاتهم طوال الفترة الماضية".
وكرّر التّجمّع "رفضنا وشجبنا وتنديدنا بتدخّل بعض الأحزاب في قضيّتنا بطريقة سافرة، بغرض تسجيل النّقاط السّياسيّة على حساب دمنا وأوجاعنا". وتوجّه إلى البيطار، بالقول: "أعدك يوم عيد الأم وبكلّ حرقة قلوب الأمهات والأطفال اليُتم، سنرفع أيدينا بالدّعاء عليك، فإن كنت تؤمن بالله فانتظر النّتيجة".