دعا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، "جميع المسؤولين، كونهم من البشر المخلوقين على صورة الله ومثاله، ألا يمعنوا في إعثار إخوتهم المساوين لهم في الخلق والكرامة. فقد أوصلوا الناس إلى حد الكفر بدلا من أن يسهروا من أجل خلاصهم، وتناسوا أنهم سيقدمون حسابا عن ذلك. نحن نعيش في بلد ديمقراطي، يحكمه دستور واضح، والقاعدة فيه تداول السلطة، لكن ما نشهده في الواقع هو تنازع على السلطة، ومتى وصل أحدهم إلى مركز يصبح من الصعب إقصاؤه عنه، وكأنه أصبح حقا مكتسبا. وإن حصل أن تنحى أحدهم فالمركز يؤول إلى خليفته، أحد أبنائه أو أقاربه أو مختاريه، ولو على حساب الدستور والقوانين ورأي الشعب. كيف تريدون أن يتطور بلدنا وأن يخرج من مأزقه والوجوه الحاكمة هي نفسها التي أوقعته في المأزق؟ يرفعون شعارات ويعملون عكسها. يدعون العفة والاهتمام بشؤون الناس ويطبقون على ما تبقى من أموال الناس وأنفاسهم. والمؤسف أنهم يتبادلون الإتهامات فيصبح الكل متهما والكل بريئا. من أوصل البلد إلى ما هو عليه؟ من المسؤول عن انحلال الدولة وعن هذا التدهور الإقتصادي القاتل؟ من يعرقل الإصلاح؟ من يمنع محاسبة الفاسدين؟ هل أصبح المواطن عدوا للمسؤولين؟ ماذا ينفع عقم سياساتهم أمام مشهد انتحار مواطن يئس من حياة الذل والقهر؟"
وفي عظة الاحد سأل عوده "من بذر أموال الناس؟ من منع النور عنهم وأجهض كل خطة إصلاحية؟ من فجر بيروت ومرفأها وسكانها؟ من يعطل عمل القضاء ويمنع ظهور الحقيقة؟ من عطل دور لبنان الدبلوماسي والثقافي والتربوي والإستشفائي والمالي ولحساب من؟ من سبب تهجير الناس وتجويعهم وسلب الأمل من نفوسهم؟ ومن يعطل انتخاب رئيس للبلاد؟ ومن عطل تشكيل الحكومات ومتى تألفت عطل عملها، لأن الوزراء لا يشكلون فريق عمل متجانسا بل يتبعون مرجعياتهم وينفذون برامج من سموهم؟ هل يعي المسؤولون نتيجة أعمالهم وتأثيرها على المجتمع؟ كل منهم يفكر بنفسه ومصالحه. ماذا عن مصلحة المواطنين؟ وعوض محاولة حل المشاكل والخلافات ينقادون بالحقد الذي يعمي البصيرة ويعيث الخراب عوض الإصلاح. العنف بشتى مظاهره مدمر. العنف الكلامي والسلوكي يدمر كالسلاح. فلم لا يعود كل مسؤول إلى نفسه ويتعلم من دروس الماضي، وعوض التركيز على ما يفرق لم لا يفتشون عما يجمع؟ كفى تعنتا وإهانة لأيقونات الله المسكوبة بشرا، التي تشن ضدها حرب جديدة مدمرة عوض حفظها بهية ومكرمة".
وختم عوده: "صلاتنا اليوم أن يؤهلنا الرب لأن نكون مؤمنين به حقيقيين، أيقونات حية توصل الجميع إليه، لأنه المخلص الأوحد، ولا نجاة لنا إن لم نثبت على صخرة إيماننا ورجائنا به ومحبتنا له".