أشار النائب غسان سكاف، الى أنه "إذا نظرنا إلى بنود الإتفاق الإيراني السعودي، نرى إن هناك بندا مهما جداً، وهو عدم التدخّل في شؤون الدول الأخرى واحترام سيادة الدول، وهذا يعني أنه لن يفرض رئيس على لبنان، حيث ستكون هناك إيجابيات للإتفاق الإيراني السعودي، ولن يفرض رئيس على لبنان، ولمن يعتقد إن هذا الإتفاق سيكون لمصلحة فريق على آخر، أظن أنه سيكون خائبا، لأن هذا الإتفاق سيكون برأيي في مصلحة تسوية يأتي بعدها رئيس تسوية في لبنان".
وأوضح عن زيارة الوفد النيابي الى استوكهولم، ان "ثلاثة مواضيع اساسية كانت محور بحث مع السويدين، اولها ملف الرئاسة والملف الصحي من خلال قيام صندوق سيادي باشراف الاتحاد الاوروبي خصوصا لمرضى السرطان، وموضوع النزوح السوري"، موضحا أن "الزيارة الى ستوكهولم في السويد لـ72 ساعة، كان بهدف لقاء المسؤولين السويديين، تلبية لدعوة من البرلمان السويدي والحكومة السويدية، حيث التقينا فيها لجان الخارجية والمالية وممثلي الحكومة السويدية".
ولفت سكاف إلى أننا "ركّزنا على اهمية إنتخاب رئيس جمهورية بقرار داخلي، وان تسمية رئيس الجمهورية لن تتم في الخارج إنما تقع على عاتق المجلس النيابي لأنه موضوع سيادي، وطلبنا من السويد إن يبذلوا الجهود لدعم تمرير الإستحقاق الرئاسي بالسرعة المطلوبة".
أما في ما يتعلق بالقطاع الصحّي والمعاناة التي يعاني منها المرضى في لبنان، خصوصاً مرضى السرطان والأمراض المزمنة، فشدد "على أهمية قيام صندوق سيادي تحت إشراف الإتحاد الأوروبي، حيث ستعمل السويد على تأمين الصندوق لدعم المرضى بالأدوية الكيميائية والعلاج بالأشعة، كما التقينا بشركة عالمية (إلكتا) التي كانت على أتم الإستعداد لمساعدة لبنان في هذا الإطار، وتواصلنا مع وزارة الصحة بهذا الموضوع ونسّقنا الخطوات، وسنكمل المساعي للوصول الى نتيجة".
وذكر أن "موضوع تداعيات الوجود النزوح السوري في لبنان، فنرى إنه للعام 2030 سيوازي عدد النازحين السوريين عدد اللبنانيين المقيمين، طبعاً هذا الامر أثّر على القطاعات كلها ومعظم القطاعات في لبنان من التعليم الى الطبابة الى السكن الى إستهلاك البنى التحتية والطاقة في لبنان. والدولة السويدية فسّرو لنا إن الدعم الذي بقومون فيه للنازحين السوريين هو لرفع العبء عن الدولة اللبنانية في هذا الإطار، ولكن نحن شرحنا لهم إن هذا الامر سيف ذو حدّين وممكن أن يطيح بالبلد ككل، وذكّرنا إن قبرص مثلاً خسرت نصف الجزيرة بسبب المهاجرين الأتراك، وأيضا في كوسوفو خسر الصرب في كوسوفو معظم الإقليم للمهاجرين الإلمان، ونتيجة هذا الموضوع كذلك الفلسطينيين بسبب الهجرة اليهودية من أوروبا أدّى لخسارتهم لبلدهم".
وفي موضوع الإتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين، أكّد سكاف، أننا "نأمل أن نكون قد وصلنا إلى لحظة إنفصال لبنان عن التأثيرات الخارجية ما يمكن لبنان من إنتاج رئيس للجمهورية، طبعاً كما حصلت اللّحظة الملائمة لإنفصال لبنان عن الموضوع الإقليمي فتم ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل مع تحفّظنا على نتائج الترسيم وما أدّى إليه الترسيم، وكان لنا تعليقات، وكان لنا مواقف ضد الترسيم التي خسّرت لبنان المساحة التي كانت من حقه، ولكن اليوم علينا ان نتلقف هذه المناسبة ونتحرك بسرعة من أجل إنتاج الإستحقاق الرئاسي".
وأضاف، نحن نرى إنه "كان في إيران موقفان، موقف يريد تحويل البرنامج النووي في إيران الى برنامج عسكري كما هي الحال في كوريا الشمالية، وذلك للحفاظ على مكتسبات الثورة الإيرانية، والفريق الآخر يريد تحويل البرنامج النووي الى موضوع سلمي وتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية لرفع العقوبات الأميركية عن إيران التي تهدد الإقتصاد الإيراني، ويبدو إن الفريق الثاني هو الذي ربح وتم الإتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين، والتي لم تكن مفاجئة حيث كانت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الى الرياض في كانون الاول 2022 اذ تم الاعلان عن"شراكة استراتيجية" بين الصين والسعودية، وزيارة الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي الى بكين في شباط 2023".