لا يكاد يمر يوم إلا وتحقق القوى الأمنية إنجازات على صعيد تفكيك عصابات المخدّرات، حيث كشفت مصادر أمنية، لـ"النشرة"، أن مفرزة استقصاء الجنوب في قوى الأمن الداخلي تمكنت من إلقاء القبض على شاب (ح-ت) وفتاة (ل-ح)، كانا يروجان المخدرات عند مفترق أبو الأسود، مثلث صيدا-صور-النبطية، وبحوزتهما كمية كبيرة منها وسلاح حربي غير مرخص، وسبق ذلك توقيف شخصين في النبعة، وهما سوريان كانا يروجان للمخدرات على متن دراجة نارية من دون لوحات، بالإضافة إلى توقيف عصابات مماثلة في تحويطة الغدير والتبانة، مشيرة إلى أن تلك العصابات تتشكل من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين.
وبحسب معلومات "النشرة"، فإنه في مدينة النبطية وزبدين وحاروف وتول وكفرجوز والكفور، تمكنت القوى الأمنية من توقيف نحو 11 شخصاً في اسبوع واحد، وهو رقم يؤشر إلى مرحلة خطرة، تؤكّد على تنامي تجارة المخدرات وتعاطيها والترويج لها، وحتى صناعتها وتوزيعها في المنطقة، خصوصاً بين الشباب لا سيما طلاب الثانويات والجامعات، مما يشير إلى أن جهات تعمل على تقويض المجتمع وهدمه، من خلال تفتيت ركيزته العمرية.
وتشير المعلومات إلى أن تجار المخدرات يستخدمون السلاح في تنقلاتهم بين المناطق، أو لحماية الأماكن التي يقومون فيها بالتصنيع والتحضير، وهو ما تم اكتشافه، في الفترة الماضية، خلال مداهمة منزلين مهجورين عند مدخل بلدة زبدين لجهة النبطية، وهما أشبه بكهفين كانت تستعملهما المنظمات الفلسطينية قبل العام 1982، حيث تمكنت قوى الأمن الداخلي من اكتشاف مكبس للتصنيع، وضبطت عصابة تقوم بطبخ مادة السالفيا المخدّرة تمهيداً لبيعها، ومعها 116 غراماً من حشيشة الكيف و56 ظرفاً و30 غراماً من المادة المذكورة، وحبوب مخدرة متنوعة ودفاتر ورق لف سجائر وأكياس نايلون واوراق لتغليف المخدرات، وميزان الكتروني وذخائر وأعتدة حربية و6 دراجات نارية من دون أوراق و5 هواتف خلوية.
في هذا السياق، تلوّع أهالي بلدتي كفرجوز وتول، بين الكفور وتخوم النبطية، وأهالي زفتا أيضاً من تجّار الممنوعات، الذين يتوارون في هذه البلدات، كمحطات انطلاق لبيع المخدرات في منطقة الجنوب بأكمله، وتبين أن هؤلاء يستحصلون على المواد من تجار في خلدة وآخرين في مخيم برج البراجنة، ومخيم عين الحلوة ومن البقاع، وينقلونها عبر دراجات نارية، لازالة الشكوك حولهم خلال تنقلاتهم، لترويجها وبيعها حسب اعترافاتهم في التحقيقات معهم. وأكثر عمليات الترويج هي: الحبوب المخدرة "الترامال"، و"الريفوتريل" و"الزانكس" و"الكابريكا".
من جانبه، يكشف الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، عبر "النشرة"، إحصائية عن محاضر تجار ومتعاطي المخدرات في لبنان وفق ما يلي: في العام 2018: عدد المتعاطين 2177، التجار 765. في العام 2019: عدد المتعاطين 2350، التجار 855. في العام 2020: عدد المتعاطين 1162، التجار 557. في العام 2021: عدد المتعاطين 817، التجار 536.
بدوره، يشير رئيس المحكمة الجعفرية الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المفتي علي مكي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن تعاطي المخدرات هو من أخطر المحرّمات التي تُمارس، لافتاً إلى أنّ "الموقف الديني من موضوع المخدرات والخمور اتخذت الشريعة منه موقفاً حاسماً، أولا لضررهمت على الانسان من: التهاب البنكرياس، ترقق عضلة القلب، السكتة الدماغية، ارتفاع الضغط، أمراض الكبد والقرحة"، ويلفت إلى أنه "في كل عام يموت في العالم حوالي 3 مليون شخص، جراء تناولهم الممنوعات فضلاً عن قتل الآخر والزنى والفجور".