تتضارب المعلومات المسرّبة حول نتائج الجولات التي يقوم بها راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان أبو نجم، الموفد من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، على القوى المسيحيّة الأساسية، بين من يتحدث عن أنها وصلت إلى حائط مسدود، ومن يرى أنه لا يزال من الممكن أن تصل إلى نتيجة إيجابيّة، من دون أن يملك أي فريق القدرة على الحسم في هذا الإتجاه أو ذاك.
حتى الآن هناك معادلة واحدة محسومة ولا يمكن الجدال بشأنها، وهي عدم نجاح الأفرقاء المسيحيين بالوصول إلى أيّ إتفاق حول إسم محدّد، أو أسماء محّددة لا تتجاوز الثلاثة، من الممكن الذهاب بها إلى المعركة الرئاسية، الأمر الذي قد يحتاج إلى المزيد من البحث في المرحلة المقبلة، لكن في المقابل هناك شبه إتفاق على السعي إلى قطع الطريق أمام رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية.
هنا، قد يكون من المفيد السؤال عن إمكانيّة الوصول إلى تفاهم بين الفريقين المسيحيين الأساسيين، أي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
حتى الآن، يبدو من المستحيل تصور نجاح مثل هذا الإتفاق في ظل إستمرار التباين في وجهات النظر بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية"، الذي يعود بشكل أساسي إلى رهانات كل منهما المختلفة، ورؤيتهما المتباعدة حول الدولة، والاهم النظرة الى حزب الله، بالإضافة إلى غياب عامل الثقة بينهما بعد تجربة مريرة عام 2016 خلال تفاهم معراب الشهير، فالأول لا يزال يراهن على إمكانية العودة إلى التفاهم مع "حزب الله"، عندما يتخلى الأخير عن ترشيح فرنجيّة، بينما الثاني لا يمكن أن يذهب بعيداً عن التوجهات السعودية.
ترى مصادر سياسية متابعة أن التيار والقوات يرغبان بحصول تفاهم، لكن كل طرف منهما يريد أن يكون لصالحه، فعلى سبيل المثال يرفض باسيل أن يكون ضمن أسماء لائحة بكركي إسماً من التيار غيره، بينما يرفض جعجع ألا تنتهي اللائحة الى اختيار اسم واحد يتم اعتباره مرشحاً أساسياً للرئاسة.
في هذا السياق، هناك من يطرح معادلة جديدة، قد تكون ممكنة في مرحلة ما، تقوم على أساس أن تشجع الرياض، في حال استمرت على موقفها من رئيس تيار "المردة"، على حصول تفاهم بين "الوطني الحر" و"القوات"، لقطع الطريق على مرشّح قوى الثامن من آذار، وبالتالي تسجيل هدف في مرمى "حزب الله"، وبحسب مصادر سياسية متابعة فإن الامر الوحيد الذي يقطع الطريق على فرنجية بشكل حاسم هو تفاهم مسيحي واسع على اسم مرشح، لذلك قد تسعى الرياض لحصول مثل هذا التفاهم، برعاية بكركي، وقد سمع البطريرك الراعي كلاماً تشجيعياً بهذا السياق من السفير السعودي.
ترى المصادر أن الأسماء التي يتم تداولها اليوم قد تسهل الوصول الى اتفاق مسيحي، هذا بالشكل، أما بالمضمون فقد يكون الأمر صعباً لأن لكل طرف مسيحي أهدافه السياسية على المستوى البعيد، والتي قد لا يناسب تحقيقها مثل هذه الأسماء المقترحة.