أكّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، في حديث مع صحيفة "القبس" خلال زيارته الكويت، أنّ "زيارتي هدفها بالاساس حضور حفل عشاء من أجل جمع تبرعات لمركز سرطان الأطفال في بيروت والذي دأبت دولة الكويت على المساهمة فيه بسخاء. وكانت مناسبة ايضا للقاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية بعد انقطاع طويل عن زيارة الكويت بسبب جائحة كورونا".
واعتبر أنّ "الاتفاق الايراني- السعودي هو ضربة معلم اذا صح التعبير من قبل السعودية وشقيقاتها دول الخليج لمد جسور التواصل مع الجمهورية الاسلامية، وفتح علاقات جديدة تجنب المنطقة الحروب والتوترات من العراق الى اليمن ولبنان".
وأشار حول استفادة اللبانيين من الاتفاق، إلى "أننا اذا بقينا متمترسين كل في خندقه لن نحصل شيئا"، معتبرًا بشأن كيفية الاستفادة، أنّه "بداية، بانتخاب رئيس جمهورية على قاعدة التوافق لا التحدي. رئيس توافقي يدرك المصاعب الاقتصادية والمالية لهذه المرحلة، ويفضل ان يتمتع بمواصفات اختصاص في الشأن المالي والاقتصادي. لأننا احيانا نسمع بأسماء تتردد من هنا وهناك وكأن الساحة اللبنانية محصورة بهذه الاسماء فقط في حين لا يخلو لبنان من كفاءات كبيرة لا سيما في الجيل الجديد. وهنا، أسمح لنفسي أن اطرح اسم شبلي الملاط، وهو له باع كبير في القانون ويمثل مستقبلا جديدا للأجيال الشابة".
وحول مبادرته الرئاسية والأسماء الثلاثة التي قدمتها كتلة اللقاء الديموقراطي إلى البطريرك الراعي، ذكر أنّ "هذه كانت محاولة. عندما التقيت بوفد من حزب الله اقترحت عليه 3 اسماء. وهناك مرونة كبيرة من الأسماء غير تلك التقليدية المطروحة من قبلي او من قبل البطريرك الراعي الذي نكن له كل احترام. أقول هنا آن الاوان للخروج من قوقعة الأسماء التقليدية".
ولفت جنبلاط، إلى أنّ "جهاد أزعور من ضمن الاسماء التي يمكن أن تقوم بالدور المطلوب بما يتعلق بالنهوض الاقتصادي، اضافة الى أسماء أخرى لخبراء اقتصاديين".
وحول مشارطة كتلة اللقاء الديموقراطي في تأمين النصاب من أجل انتخاب مرشح مدعوم من "حزب الله"، أكّد "أنني سبق وذكرت ان انتخاب سليمان فرنجية يمثل على المستوى السياسي تحديا لفريق، كما ان النائب ميشال معوض الذي قمنا بواجبنا معه على اكمل وجه وحضرنا 11 جلسة ولكنه يمثل تحديا للفريق الآخر. نحن مع رئيس توافقي بمؤهلات معينة".
وشدد بشأن إن كان ذلك يعني أن فرجنية غير مؤهل، على "أنني لم اقل ذلك ابدا. قلت انه يمثل تحديا سياسيا. هل يمكن لفريق لبناني وفي جو توافق اقليمي ان يستمر في جو تحد؟".
وبشأن ما يحكى عن رغبة فرنسية بمقايضة بين فرنجية لرئاسة الجمهورية مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة، رأى جنبلاط أنّه "من غير المألوف في بلد منهك ومشارف على انهيار اقتصادي ومؤسساتي الحديث عن مقايضة سياسية".
وعن اجواء اللقاء مع السفير السعودي وليد البخاري في اعقاب الاتفاق السعودي - الايراني، كشف أنّ "اللقاء مع سفير السعودية دائمًا ممتاز. قيل لنا ان صندوق النقد الدولي هو الوسيلة لإخراج لبنان من أزمته. عظيم، ولكن هذا غير كاف. هناك السعودية ودول الخليج التي لن تعود الى الماضي حين كانت تغدق المال على لبنان، مؤسسات وغيرها، من دون قيد أو شرط. مطلب السعودية والخليج اليوم هو اجراء اصلاحات بنيوية وهذا مطلب حق. وهذه هي اهمية السعودية".
وحول العناوين المتفق عليها في اللقاءات الدولية من أجل لبنان ونقاط الاختلاف، رأى جنبلاط أنّ "هناك سفراء يأتون الينا للاستفسار، وسفراء مثل سفير السعودية والمسؤولين في دولة الكويت، نتفق معهم على الخطوط العريضة اما التفاصيل فمطلوبة منا كلبنانيين. حتى الآن لا يزال كل فريق في خندقه وكل يغني على ليلاه".
وردًا على سؤال حول تأييده دعوة الحوار التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظل تجارب الحوار السابقة التي اثبتت فشلها، أوضح أنّ "هناك حوار في المنطقة اكبر مني ومن بري، ألا يجب ان نستفيد منه؟ هل نبقى على عنادنا في زمن الحوار والتطبيع وعودة العلاقات بين السعودية وإيران".
وحول وجود خشية من تدخل أميركي او غربي لافشال الاتفاق السعودي الإيراني كونه برعاية صينية، اعتبر جنبلاط أنّ "لا شك ان هناك خلط اوراق كبير في المنطقة ولا استبعد هذا الامر. ولكني لا املك معطيات خليني بالحوار اللبناني".
وردًا على سؤال حول اعتقاده أنّ "لبنان الذي عرفناه انتهى"، شدد على "أنني لا اوافق على هذا القول ولست متشائما الى هذا الحد. هناك طاقات هائلة في لبنان في كل المجالات".
وذكر بشأن ملف التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، "أنني قلت بالامس في مقابلة اذاعية إن ملف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت انتهى نتيجة الاضداد اللبنانية، وربما نتيجة تدخل محاور اقليمية معينة. لأنه في حال ثبت بالتحقيق، ولا أملك اي معطيات - أن تفجير المرفأ حصل بسبب اعتداء صهيوني، سيكون ممنوعا ادانة الكيان الصهيوني. ورأينا كيف تمت مغادرة احد الموقوفين، الذي يملك جنسية أميركية، في اليوم نفسه الذي افرج عنه الى خارج لبنان وكان مسؤولا عن أمن المرفأ".
ولفت ردًا على سؤال بشأن ملامح تطبيع عربي مع الدولة السورية، إلى أنّه "يتحدث البعض عن التطبيع مع النظام السوري. وماذا عن الشعب السوري المشرد في الداخل والخارج في تركيا ولبنان والاردن، من سيعطيه ضمانات أمنية وسياسية واجتماعية من أجل عودته الآمنة؟ من سيعمر المدن والقرى التي هدمها النظام او هدمتها الحرب الأهلية؟ من يعطي الضمانة للشعب السوري لعدم الاعتقال او التجنيد او الاخفاء، هل نقبل بالتطبيع مع النظام ام نعود إلى احد مندرجات اتفاق جنيف التي تتحدث عن مرحلة انتقالية لحكم سوري يعطي الشعب السوري الكرامة والحرية في العيش؟".
وعن أهم الاصلاحات المطلوبة للبنان، اعتبر انّ "ملف الكهرباء في الطليعة. وهنا أذكر ان الكويت كانت عرضت قبل سنوات على لبنان بناء محطات للكهرباء عبر الصندوق الكويتي للتنمية، ووجه بالرفض بسبب فلسفة البعض. هناك أيضا الهيئة الناظمة للكهرباء التي لم تشكل بعد. اضافة الى هيكلة القطاع المصرفي، واصلاحات عديدة".
وكشف جنبلاط بشأن ملف استخراج الغاز، أنّ "اهم ما في هذا الملف هو الاقتداء بما فعلته دولة الكويت منذ عقود، وكانت في مقدمة الدول الخليجية التي أنشأت الصندوق السيادي على شاكلة النرويج. هذا هو الاساس كي تحفظ هذه الاموال للاجيال المقبلة ولا تهدر في زواريب الادارات اللبنانية".
وحول موجة هجرة للشباب اللبناني غير مسبوقة، أوضح أنّ هجرة الخليج لا اعدها هجرة ولا تثير القلق. العالم المتحضر يستورد الكفاءات. يمكن لنا اذا استطعنا ارساء اقتصاد عادل ومؤسسات وجامعات وأن نحافظ على الشباب اللبناني وابقائه في بلده. اذا ذهبت إلى باريس فهم بحاجة إلى آلاف الاطباء. نحن نستطيع تثبيت الاقتصاد والمؤسسات والجامعات وبالتعاون مع أهل الخليج بيرجع لبنان".