أشار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، الى أن "على الرغم من كل التحديات الداخلية، أخذ لبنان موقفا متميّزًا في بداية الحرب الأوكرانية عبّر فيه عن قيمه، وأدان بوضوح وصراحة العدوان، ليس من باب العداء لروسيا التي تربطنا بها علاقة صداقة تاريخيّة، بل كان موقفًا مبدئيًا بسبب ما عاناه من احتلال إسرائيلي متكرّر، ووجود جيوش أجنبيّة على أرضه"، لافتا الى أن "كما سجّل العالم للبنان وقوفه الصريح ضدّ غزو الكويت عام 1990، كذلك استطعنا ان نسجّل موقفًا تاريخيًا متميّزًا عن كل محيطنا حيث كنّا السّبّاقين في موقف سياسي لا لبس فيه".
ولفت خلال اللقاء الحواري مع جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت إلى أن "في المسرح الإقليمي الذي تعصف به اصطفافات مخيفة وتنذر بأشد العواقب، فالصراعات المفتوحة في الإقليم تُشكل ساحاتٍ للتدخلات الأجنبية"، معتبرا إن "الحل المستدام لهذه النزاعات يُحتِم أن يكون صناعة عربية لا سيما في سوريا، واليمن وليبيا. فَلمُ الشملِ مصلحةٌ مشتركةٌ للعربِ عموما، ولبنان خصوصا، البلد الذي يتأثر سلبا بتداعيات الوضع العربي المعقد والمشتت في حالته الراهنة".
وأكد أن "لكل هذه التعقيدات في الإقليم آثارها على واقع لبنان السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي. إن مصلحة لبنان عدم الانسياق الاعمى وراء العداوات المجانية، التي سترتد علينا جميعًا خسارةً موجعةً، عندما يحين زمن التسويات السياسية. ونتوسم خيرا اليوم ببشائر تبريد أحد أخطر الصراعات في الإقليم. فلقد رحبنا بالاتفاق السعودي-الايراني لإعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية الثنائية نظرا لما سيتركه من أثر إيجابي على مجمل العلاقات الاقليمية في المرحلة المقبلة".
وشدد بوحبيب أن "على مستوى علاقاتنا العربية، نسعى جاهدين ليكون لبنان حاضرًا في قلب العرب وعقلهم، ونعمل جاهدين لحضور عربي فاعل في بلدنا، وقد يقول البعض أن للعودة شروطها وهي معروفة ومعلومة، وترتبط بما يجري في الإقليم. ونحن نتفهم وجهة نظرهم، ونأمل أن يصل اللبنانيون جميعًا، مؤسسات ومجموعات، إلى رؤية موحّدة تساعد على هذه العودة، ومدخلها المبادرة الأخوية الكويتية لوصل ما إنقطع، التي تلقفناها بكل ترحاب ونعمل جاهدين على تطبيق بنودها".
ورأى إنّ "خارطة طريق وقف الانهيار السريع تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل غدا، ولعل الشغل الشاغل لكافة اللبنانيين، ومصدر تكهناتهم وتحليلاتهم هويّة واسم الرئيس العتيد، ومن هو مرشح هذه الدولة الأجنبية أو العربية، لقد لمست في كافة أسفاري الخارجية، ولقاءاتي الداخلية مع كبار الزائرين خلال الأشهر المنصرمة، وقبل وبعد انتهاء الولاية الرئاسية، حرصا" وخوفًا دوليًا على مستقبل لبنان وأهله يفوق أحيانًا حرص بعض أهل السياسة على مستقبل بلدنا.
ولفت الى أن "لبنان اليوم مجمع على أنّه حان الوقت لوضع خارطة طريق لعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الى ديارهم بالتعاون مع المجتمع الدولي، أي الدول التي تمول المنظمات الدولية والأهلية العاملة مع النازحين السوريين. لأنّنا لم نعد قادرين في ظلّ أقصى أزمة إقتصادية نواجهها في تاريخنا الحديث، على انتظار الحلّ السياسي في سوريا لبدء العودة الآمنة للاجئين إلى ديارهم. وتزداد مخاوفنا بعدما تبيّن لنا بأنّ المجتمع الدولي، ليس لديه خطّة متكاملة أو رؤية توفّر حلاً سريعًا للأزمة السورية. وذلك قد يحول الدعم المستمرّ لبقاء النازحين في لبنان، إلى مشروع مماثل لمنظمة "الاونروا" التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين منذ 75 عامًا، وتصارع لتأمين الموارد الشحيحة للقيام بعملها".
.