رأى النائب إلياس جرادي أن الاصطفاف وراء مرشح من قبل فريق يعتبره الفريق الآخر بمنزلة تحد أو إلغاء له بالمنطق السياسي، سوف يدخلنا مجددا في مرحلة تعطيل عشنا تجربتها المريرة على مدى السنوات الـ 6 الماضية جرى فيها تبادل التهم والمسؤوليات من كل الاتجاهات من هو على حق أو صواب، مؤكدا أننا أمام مرحلة مفصلية من تاريخ لبنان تحتم على المجلس النيابي التعاون للخروج من الأزمة الصعبة، وإلا فسندخل في اصطفافات أخرى تكون كارثية.
واعتبر جرادي في تصريح لـ "الأنباء" الكويتية، أن "الاستحقاق الرئاسي يجب أن يشكل فرصة حقيقية لإنقاذ لبنان وإخراجه من الأزمة الطاحنة التي أوصلته إلى قعر الهاوية"، مؤكدا أن المدخل الوحيد هو التفاهم على رئيس لما فيه مصلحة لبنان وليس التنازل من فريق على حساب فريق آخر بل الجميع مطالبون به.
ولفت جرادي الى ضرورة التوافق على شخصية تحمل رؤية إنقاذية وإصلاحية مهمتها وضع مصالح اللبنانيين في أولويات عهدها وتعمل على إيجاد الحلول الكفيلة بوقف التدهور الحاصل نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة بعد أن فاق سعر صرف الدولار أكثر من 100 ألف ليرة. وأشار إلى أن طرح اسم الوزير السابق سليمان فرنجية للرئاسة وهو شخصية كفؤة ولديه رؤية ولا شيء من قبلنا يطوله بالشخصي، انما كانت دعوتنا من خلال المبادرة الرئاسية التي أطلقها تكتل نواب التغيير الى الالتقاء حول رئيس جامع تجنبا لوقوع الانشقاق الحاصل اليوم، مؤكدا أنه في حال انتخب المرشح ميشال معوض من ضمن هذا الانشقاق العمودي ووصل الى كرسي الرئاسة وجرى تعطيل فماذا نكون قد فعلنا، وفي حال انتخب سليمان فرنجية وكنا أيضا أمام ذات المشهد من التعطيل، فماذا سيكون عليه الوضع حينذاك؟.
وردا على سؤال حول الأسماء المطروحة للرئاسة من خارج اسمي فرنجية ومعوض، أكد جرادي أنه يجب التعاطي مع موقع رئاسة الجمهورية على أنه شأن لبناني وعلى قاعدة أن يكون الرئيس المقبل ضمن مشروع حل للأزمات المتشعبة التي يتخبط فيها لبنان. وأن يكون صاحب نهج وصناعة وطنية، وصاحب مشروع لبناني بامتياز. وهنا يكمن السؤال إذا ما كان مشروع حل أم مشروع يفاقم الأزمة، فإذا كان ميشال معوض هو مشروع توافقي بين القوى السياسية فأنا انتخبه، وإذا كان سليمان فرنجية أيضا مشروع توافقي وضمن منهجية لبناء مستقبل جديد أيضا لا شيء يمنع من انتخابه، إنما ما هو واضح اليوم هذه المواجهة وهذا الشرخ المطلوب تحاشيهما.