منذ ان أعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وقوفه ضد ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، كما قائد الجيش جوزاف عون، وهو يحاول البحث عن غطاء مسيحي يمكنه من تحقيق هدفه بضرب الترشيحين، ومحاولة فرض امر واقع على حزب الله عنوانه "التوافق المسيحي"، أقلّه على مجموعة أسماء لا يكون من ضمنها فرنجيّة وعون، فهل يجد باسيل ضالته في دعوة الصلاة؟.
منذ أيام دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين إلى يوم خلوة روحيّة وصلاة نهار الأربعاء 5 نيسان في بيت عنيا-حريصا، وذلك بعد فشله في تأمين لقاء الأقطاب المسيحيين، او النواب المسيحيين للبحث في الملف الرئاسي، وفي هذا السياق ترى مصادر سياسية متابعة أنّ هذه الدعوة تعني بشكل أو بآخر فشل مبادرة الراعي التي كان يسوّق لها المطران انطوان بو نجم.
لم يتبنّ الصرح البطريركي وجود لائحة أسماء يعمل المطران على تسويقها، لأنّ تجربة البطريرك السابق مار نصر الله بطرس صفير لا تزال ماثلة أمامه يوم سمّى للرئاسة ولم يتم السير بالأسماء، لذلك كان يُقال أن الأسماء على اللائحة تقترحها القوى السياسية المسيحية التي يزورها المطران، لا البطريرك الراعي، رغم ذلك لم تصل اللائحة الى أيّ مكان.
بعد فشل الوصول الى لائحة أسماء موحّدة لمرشّحي الرئاسة بسبب الخلافات والرغبات والطموحات، دعا البطريرك لخلوة الصلاة هذه، وتقول أوساطه أنها للصلاة والتأمل فقط دون أن يكون على جدول أعمالها فتح ملف الرئاسة، إلا انها تعتبر طرح الملف أمراً مفروغاً منه، لكن لن يُصار الى وضعه على جدول الأعمال لأنّ ذلك يعني ضرورة الخروج بأمر ما رئاسياً وهو ما لن يكون مضموناً، لذلك ضمانة للدعوة وصاحبها، فإنّ الصلاة هي العنوان الوحيد لها.
رغم ذلك تلقّف جبران باسيل الدعوة للإستفادة منها في مشروعه الأساسي، وهو القضاء على ترشيحي فرنجية وعون، واوفد وفداً نيابياً الى البطريرك الراعي لإبلاغه باستعداد التيار للمشاركة والثناء على دعوته، لأنّه بحسب المصادر مهتمّ بأن يحصل أيّ تحرك مسيحي مهما كان حجمه وعنوانه، لأنه سيفضي الى اعتبار المرشّحين الحاليين غير قادرين على جمع التأييد المسيحي اللازم للمضي بالترشح.
يعتبر باسيل أنّ الدعوة للحوار المسيحي-المسيحي هي أمر جيد جيداً له، وهي أفضل من للتأمل، لكن الأخيرة تبقى أيضاً أحسن من لا شيء، بالمقابل فإن سليمان فرنجية لا يستفيد إطلاقاً من أيّ تقارب مسيحي-مسيحي لأنّه يمضي بترشيحه من منطلق وطني، ولا يستفيد من الدخول في زواريب الطائفيّة.
تُشير المصادر الى أنّ تأخير الدعوة للصلاة لم تكن من فراغ، إذ يحاول البطريرك انتظار تحرك الفاتيكان "رئاسياً" لمعرفة ما إذا كان بإمكان جعل الخلوة أكثر فائدة، فهو يُدرك اليوم أن الملفّ خرج من يده، وهو أكبر أصلاً من الداخل، فهل يُفضي تحرك الفاتيكان الى حلول؟ تقول المصادر ان هذا الأمر مستبعد أيضاً بحال لم يكن التحرك في سياق محاولة دوليّة كاملة وشاملة للوصول الى تسوية.