استلمت الهيئة التنفيذية الجديدة لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، برئاسة انطوان شربل، ونيابة مجتبى مرتضى، مهامها في ظروف معقدة وصعبة للغاية يواجهها كل من يعمل في الجامعة اللبنانية التي تُعاني كباقي القطاعات من "القلّة"، حتى باتت غير قادرة على الاستمرار بعد أن وصلت رواتب الأساتذة فيها، مع كل الزيادات والمساعدات الى حدود 150 دولار فقط، فالرواتب اليوم للأساتذة وكافة التقديمات تتراوح ما بين 15 و20 مليون ليرة.
بالتزامن مع عملية التسلم والتسليم انتشر بين اوساط أساتذة الجامعة اللبنانية خبراً يقول بأنها ستحصل على تمويل "أجنبي" يشبه التمويل الذي حصلت عليه المؤسسة العسكرية، وقد يحصل كل أستاذ بنهاية شهر آذار على مساعدة بالدولار، لكن سرعان ما تبين أن هذا الخبر لا يملك سنداً قوياً، رغم محاولات رئيس الجامعة بسام بدران البحث عن الوسائل التي تمكن الجامعة من الصمود.
تكشف مصادر متابعة عبر "النشرة" أن الجامعة اللبنانية تحتاج الى حوالي مليون دولار شهرياً لتستطيع تقديم 100 دولار فقط للأستاذ كمساعدة اجتماعية، وبالتالي فإن المبلغ كبير جداً، ولم تُبدِ أي جهة بعد استعدادها للمساعدة، مشيرة الى أن لا جديد على هذا الصعيد بعد، ولا أحد قادر أن يقدّم وعداً للأساتذة بشأن مستقبل رواتبهم.
وتضيف المصادر: "حاول رئيس الجامعة التواصل مع سفراء عرب وأجانب، وصولاً لسفير أندونيسيا على سبيل المثال لتأمين مساعدات للجامعة ولم يُبدِ أي طرف نيته بذلك، لهذا فإن مصير الجامعة على المحكّ، خاصة مع بروز ظاهرة تسرّب الطلاب منها الى جامعات خاصة، حيث خسرت حوالي 15 ألف طالب، وخروج الأساتذة أيضاً، حيث يطلب البعض تجميد تفرّغه أو يخرج من الجامعة بشكل نهائي للبحث عن فرص أخرى، وعدد هؤلاء يصل الى حوالي 600 أستاذ".
بالمقابل تسعى "اللبنانية" عبر كلياتها لمحاولة تأمين احتياجات الأساتذة قدر المستطاع، لذلك يتم العمل اليوم بالمركز الصحي لمساعدة الاساتذة على إجراء الصور والفحوصات والتحليل بأسعار رمزيّة، كذلك علمت "النشرة" أنّ كليّة طب الأسنان أعدت اتفاقية تُتيح للأساتذة معالجة أسنانهم بأسعار مدعومة، وتصل نسبة الدعم الى حوالي 80 بالمئة، أما المستلزمات العلاجيّة التي يحتاجها المريض من خارج الجامعة فيجب عليه تأمين ثمنها.
كذلك علمت "النشرة" أن الهيئة التنفيذية للأساتذة المتفرغين تدرس إمكانية إطلاق حملة إعلاميّة واسعة لإبقاء قضية الجامعة حيّة، ومحاولة الحصول على دعم الخريجين المنتشرين في كل دول العالم، لأنها في وضع صعب للغاية.
مليارات الليرات، وتحديداً 400 مليار ليرة، التي يُفترض أن تصل الى اساتذة الجامعة اللبنانية، من ضمن سلفة الألف وخمسين مليارا، لا تزال عالقة عند المصرف المركزي الذي لم يقبل بتحويلها الى دولارات على اساس سعر صيرفة السابق 45 ألف ليرة، وطالما هي بالليرة اللبنانيّة فستظلّ بلا قيمة مع استمرار الانهيار الكبير الذي يحصل في سعر الصرف، وبالتالي من الطبيعي ألاّ يتمكن الأستاذ من الوصول الى مركز عمله، وألاّ يتمكن الطلاب من الوصول الى جامعاتهم، فهل تكون الجامعة اللبنانية على طريق التشبّه بالمدارس الرسميّة التي تَعَطّل فيها العام الدراسي هذا العام رغم كل محاولات "جبر" ما انكسر من قيمة رواتبهم؟!.