لكل منطقة في لبنان، عصائرها ومشروباتها التي تشتهر فيها خلال شهر رمضان، وهي تتنوع ما بين الفواكه الطازجة، والمشروبات التي تحضر سلفاً كل يوم بيومه، فيحملها معه الزبون إلى منزله، ليحتفظ بها لمدة 3 أيام على الأكثر.
في هذا الشهر، تنتشر العربات التي تبيع العصائر الرمضانية في المناطق، الأمر الذي يؤمن لأصحابها دخلاً في ظلّ الظروف الإقتصادية والإجتماعية التي تمر بها البلاد.
في هذا السياق، يشير محمد بدر الدين، وهو بائع عصائر رمضانية في حي السراي في النبطية، إلى أنه بالكاد يعوّض اتعابه، حيث يبقى ساعات طويلة مسمّراً مكانه لبيع العصائر المختلفة، ويلفت إلى أنه وزوجته يعيشان من هذه المهنة التي تراجعت، بسبب قيام العائلات في المنازل باعداد العصائر للتوفير، ويضيف: "أبيع القنينة ما بين 150 و200 الف ليرة، وأبقى ملازما العربة، مساء كل يوم الى ما بعد الإفطار، لبيع الإنتاج الذي لا يجوز أن يبقى لليوم الثاني في ظلّ أزمة الكهرباء".
بدر الدين، الذي يبيع عصير الليمون والسوس والجلاّب والتمر هندي والليموناضة، يوضح أنه "يبيع بالعملة الوطنية رأفة بالمواطن الصائم ليروي ظمأ صيامه، وهذه المهنة في السنوات الماضية كانت مربحة، الا أنها اليوم باتت لا تطعم أمام ارتفاع الدولار وانهيار الليرة، وهناك محلات في النبطية تبيع العصير بالدولار".
من جانبه، يلفت رئيس مصلحة الاقتصاد والتجارة في النبطية محمد بيطار إلى أن العمل الرقابي "البسطات"، توفيراً للأمن الصحي والغذائي للمواطن، ويوضح أنه حتى الآن لم يتم تسجيل أي مخالفة على هذا الصعيد، ويشير إلى أننا "من خلال الدوريات في السوق التجاري والمحلات في النبطية، نراقب هذه العربات وأي خطأ في التصنيع نوجه تنبيهاً وتحذيراً، ومن ثم منع البيع في حال الاستمرار في ارتكاب الأخطاء".
معظم أصحاب البسطات والعربات التي تبيع العصائر الرمضانية ينتشرون ساعات المساء، قبل الإفطار بساعتين، قرب النادي الحسيني في النبطية، وهم يبيعون بالليرة اللبنانية، كما يقول علي فقيه، لكن أصحاب المحلات في المدينة يبيعون بالدولار، في حين أن الكثير من المواطنين باتوا يشترون غالونات من العصير الجامد، ويقومون بتحليلها في منازلهم.
على مفرق كفرمان النبطية، يتمركز، مساء كل يوم، فتية من الباعة السوريين، حيث يشير سامي أبو سامي (من حلب) إلى أن والدته تعدّ له عصير الليمون، ثم يأتي هو لبيعه لمساعدة والده المقعد بالحصول على أدويته، ويضيف: "أوضاعنا صعبة وهي مهنة سهلة، لكن عندما انتظر ولا أبيع أعاني وأتأسف طيلة ساعات الليل، لأنني لم أتمكن من مساعدة والدي وعائلتي".