أشار رئيس أساقفة بيروت للموارنة، المطران بولس عبد الساتر، خلال الاحتفال بقدّاس خميس الأسرار ورتبة الغسل في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في بيروت، الى إن "يسوع المعلّم والسيّد يخلع رداءه كما العبد ويحني رأسه أمام أرجل تلاميذه كما العبد أيضًا ويغسلها ويمسحها بمنديل. وبعدما ينتهي يعود إلى مكانه ويعطي لتلاميذه وصيّته الأخيرة وربما الأعزّ على قلبه".
ولفت الى إنني "زرت البارحة راهبات الأم تريزيا في الأبرشيّة، في سد البوشرية، للتعرّف إليهنّ وإلى العمل الذي يقمن به. دخلت الدير وكانت الأمّ الرئيسة تكنّس أرض الدير "كالأمة" لأنّ الرئاسة خدمة، والمسؤولية بذل ذات وتنازل حتى الإمّحاء. لم تكن تلبس شارة تدلّ إلى مركزها ولا لقب، ولم تجلس على الكرسيّ الأوّل لمّا جلسنا نتحدث في حاجاتهنَّ. كانت محاطة بأخواتها، خادمة بينهن، يميّزها عنهن أنّها هي التي تحمل همَّهن وهمَّ الذين يعيشون معهنّ من أطفال وبالغين وعجزة لا ملجأ آخر لهم ولا معين".
وتمنى لو أننا "لا نتلهّى بالسعي خلف الكراسي والألقاب، ولا نفتخر بالشارات وبتصفيق المصفقين لنا، لنلتزم العمل من أجل خير أبناء وبنات رعايانا الروحي والإنساني. لنتذكَّر أنَّنا إذا كنّا مسؤولين في جماعة المسيح، فليس للتكبّر والتسلّط على قلوب الناس وضمائرهم أو لخلق جماعة من الأتباع، بل للخدمة ولمرافقة الضعفاء ولتعزية المحزونين ولغسل أرجل الفقراء ولإطعامهم ولتقديم ذواتنا ذبيحة مرضيَّة للربّ عن العالم أجمع".