لفت العلامة السيد علي فضل الله، خلال مأدبة إفطار في صالة "الأندلس" - قرب بحيرة القرعون، الى "بلدة القرعون، فهي بلدة المحبة والانفتاح، ولم تبخل على الوطن بالعطاء والتضحيات، فكانت منطلقا للمجاهدين والمقاومين وملاذاً لهم وحصنا".
واعتبر "ان هذه اللحظة تجاوزت كل العناوين الطائفية أو المذهبية أو السياسية ووقفت مع محيطها بكل تنوعاته ولم تتركهم في معاناتهم ووقفت تواسيهم وتحمل عنهم وتمد يد العون إليهم، فكانت نموذجا طيبا في الوفاء والإخلاص والمحبة، وفي التواصل والتعاون والبذل والانفتاح، وهي ما بلغت هذا المدى الوطني والإنساني إلا عندما وعت أن الوطن لا يبنى إلا بالتواصل وأن الدين رسالة جاءت من أجل الإنسان، وأنه لم يأت لبناء متاريس بين الناس وتعميق الصراع في الحياة، بل جاء ليمد الجسور في ما بينهم".
واشار الى أن "السياسيات القائمة أوصلت البلد إلى هذا المنحدر الذي وصل إليه والانقسام الحاصل فيه، حيث كل فريق يعمل ليكون البلد لحسابه من دون أن يقدم لحساب وطنه، وذلك بانتظار كلمة السر التي تأتي من الخارج والتي لا يبدو أنها قريبة المنال". وأكد أن "أمام هذه العتمة الشاملة سياسيا واقتصاديا، نأمل بأن تشرِّع هذه المصالحات التي نشهدها عربيا وإسلاميا، الأبواب أمام مرحلة جديدة لشعوب المنطقة وأوطانها تطوي معها صفحات الفتن القاتلة وما تركته من خسائر كبيرة في الأرواح والعمران ومن استنزاف في الموارد ورؤوس الأموال، والأهم من خسائر معنوية على مستوى العلاقات الدينية والمذهبية والقومية والوطنية بين أبناء الأمة الواحدة".
وشدد على أن "لا شك في أن المهمات أمام المخلصين كبيرة في رأب الصدوع وتجفيف منابع الكراهية والأحقاد، وأن يستعاد السلام الأهلي والوطني في دولنا على قاعدة العدل والمساواة، وأن لا يتم الاكتفاء بالمصالحات على قاعدة نزع فتيل النزاعات، بل في تعميقها ببناء العلاقات المتكاملة على المستويات الاقتصادية والثقافية والدفاعية المشتركة، لتخرج هذه الأمة من هذا التمزق المريع ولتنتقل من وضعية العاجز والضعيف إلى وضعية القادر والقوي، وأن تستعيد دورها وحضورها الفاعل في هذا العالم، وهي تملك كل القدرات البشرية والطاقات التي تؤهلها لذلك، وأن تواجه كل من يتهدد بلدانها ومقدساتها وثرواتها".