لماذا الاحد الثالث من نيسان؟ لأن مجمع نيقيا قرّر: ان يأتي عيد الفصح المسيحي بعد عيد الفصح اليهودي وان يكون أيضاً بعد الاعتدال الربيعي وان يكون في اكتمال القمر السير في شهر آذار، وهذا ما يجعلنا نفترض ان يكون الاحد الثالث من شهر نيسان قد اتم هذه الشروط.
فإذا، من أين أتى الفرق بين العيدين؟! أحد علماء الفلك في الاسكندرية قال انّ جاء من دورتين، دورة الشمس ودورة القمر وجعل الفارق بينهما بحدود 15 يوما، فقرر البابا الغاء هذا الفرق بين الاثنين ليتطابقا مع بعضهما البعض (الشمسية والقمرية)، فاعترضت الكنيسة الارثوذوكسية معتبرة إنه ينبغي لاقرار ذلك مجمعا مسكونيا يضمّ الكنيستين الكاثوليكية والارثوذوكسية، وهذا لم يحدث ووقع الشرخ والانقسام بين الكنيستين على زمن عيد الفصح، وبالتالي ان المشكلة بحدّ ذاتها اذا ليست عقائدية أو لاهوتية إنّما زمنية. لذلك وبعد زمن طويل من الانقسام حول تاريخ يوم أحد الفصح أقرّت الكنيسة الكاثوليكية بأن يتبع المؤمنون الأرثوذوكس الكنيسة الارثوذوكسية في زمن عيد الفصح حيث هي اكثريّتهم، وان يبقى الكاثوليك على زمن عيد الفصح بحسب التقويم الغربي، لذلك تسود المحبة بين مؤمني الكنيستين ويحاولون سوية ايجاد تاريخ يوم أحد واحد لعيد القيامة.
العقيدة هي القيامة، وليس زمن القيامة. العقيدة ثابتة وهي من الايمان، اما الزمن فهو متحرّك وليس من الايمان، فلنتفق سويةً ان نصغي لصوت شعبنا ونزيل من قلبه وحياته هذا الانزعاج، وخاصة ان في لبنان العائلات مختلطة والناس تتزوج من بعضها البعض وتعيش دون مشاكل.
وعلينا أن نعرف اننا نتقاسم العقائد التي اقرتها المجامع الاولى السبعة ولم يُضِف اليها الا عقيدة الحبل بلا دنس، وعقيدة عصمة قداسة البابا في الكنيسة الكاثوليكية.