حتى الساعة، لا تزال قوى الثامن من آذار ترفض فكرة البحث في ما يسمى بالـ"Plan B" رئاسياً، فهي تبلغ جميع المراجعين أن رئيس تيار "المردة" ​سليمان فرنجية​ هو المرشح الوحيد المطروح من قبلها، الأمر الذي لا ينفصل عن إعتقادها أن التحولات الإقليمية المتسارعة تصبّ لصالحه.

على الرغم من ذلك، هناك معادلة لا يمكن تجاهلها، تكمن بأن وصول فرنجية إلى ​رئاسة الجمهورية​ يحتاج إلى غطاء مسيحي، أيّ إلى موافقة "​التيار الوطني الحر​" أو حزب "القوات اللبنانية"، الأمر الذي يجري العمل عليها، في المرحلة الراهنة، من خلال موجة كبيرة من التسريبات التي تدعو المعارضين إلى الإلتحاق بقطار التسوية المحتملة.

في هذا السياق، تشير مصادر سياسية متابعة، عبر "النشرة"، إلى أنّ الحالة الإعتراضيّة على ترشيح رئيس تيار "المردة" من قبل القوّتين المسيحيتين لا تزال على حالها، لا بل المواقف التي يذهبان إليها تؤكد أن الرهانات على حصول تبدّل قد تكون شبه مستحيلة، سواء كانت بالنسبة إلى "القوات"، حيث هناك من يعتبر أن الأمر يتماهى مع الموقف السعودي، أو بالنسبة إلى "الوطني الحر"، حيث الحديث عن إمكانية حصول تفاهم ما.

بالنسبة إلى المصادر نفسها، هذا الواقع لا يمكن أن ينفصل عن الحديث حيال الحاجة إلى تسوية سريعة، الأمر الذي يدفع إلى السؤال عما إذا كانت قوى الثامن من آذار قادرة على الإستمرار في موقفها الحالي لفترة طويلة، ما يقود للبحث في الخيارات المتاحة، حتى ولو كانت، على الأقلّ حتى الآن، غير مطروحة بشكل جدّي، نظراً إلى أنّ كل السيناريوهات لا تزال قائمة وجميع الأسماء لا يمكن الحديث عن إنتهاء فرصها، من فرنجيّة إلى قائد الجيش ​جوزاف عون​ وما بينهما من أسماء تطرح.

على هذا الصعيد، يبرز إسم النائب السابق ​إميل رحمة​، في حال قرّرت قوى الثامن من آذار الإنتقال إلى البحث في خيارات بديلة عن فرنجيّة، على إعتبار أنّ الرجل من الممكن أن يشكّل نقطة تلاقٍ مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وهو في الوقت نفسه يمثل الضمانات التي يحتاج لها "​حزب الله​" على المستوى الإستراتيجي، كما أنه من الشخصيات التي لها مكانتها عند رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​، بالإضافة إلى علاقته مع رئيس تيار "المردة".

بالتزامن، رحمة بات، في السنوات الماضية، أقرب إلى الخط الوسطي، حيث يمتلك علاقات إيجابيّة مع غالبيّة الأفرقاء، من الحزب "التقدمي الإشتراكي" ومختلف المكوّنات السنّية الأساسيّة، خصوصاً تيار "المستقبل"، إلى العديد من القوى المعارضة، لكن في مقابل هذه المروحة الواسعة من العلاقات، تبقى العلاقة مقطوعة مع قيادة حزب "القوات اللبنانية".

في هذا الإطار، لم يعد سراً أن إسم رحمة مطروح في بعض الأوساط السّياسية، بحسب ما تؤكد هذه المصادر، لا بل هو تبلّغ بذلك من قبل شخصيّات رفيعة المستوى، لكنّه في المقابل لا يزال يرفض أن يضع نفسه في قائمة المرشحين، وفي تصريح لـ"النشرة" يعود إلى مرحلة ترشّحه للإنتخابات النيابية، للحديث عن المرحلة التي سيصبح فيها مرشحاً جدياً، لافتاً إلى أنه في ذلك الوقت جاء القرار من الرئيس السابق ميشال عون وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، في حين كان فرنجيّة السبّاق في السعي إلى ذلك، بموافقة من رئيس المجلس النيابي.

ما تقدم يعني أن رحمة لن يعتبر نفسه مرشحاً جدياً قبل حصول توافق واسع على إسمه بين قوى الثامن من آذار و"التيار الوطني الحر"، لكن هذا لا يلغي فرضيّة ألاّ يقبل رئيس تيار "المردة" التنازل لصالحه، كما حصل معه في العام 2016 عندما رفض عون البحث في أيّ خطة بديلة، الأمر الذي يردّ عليه بالقول: "لو أن السؤال عن شخص آخر كان من الممكن أن أجاوب عن موقف فرنجية، لكن طالما السؤال عني شخصياً لا يمكن".

في الختام، يبقى من الضروري السؤال عن كيفية تعامله مع باقي الأفرقاء في حال وصوله إلى رئاسة الجمهوريّة، خصوصاً رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي قد يفضّل في حال وضع بين فرنجية ورحمة الأول على الثاني، حيث يؤكّد رحمة أنّه في هذه الحالة لا يمكن إلا أن يعامل جميع الأفرقاء بشكل متساوٍ، بغض النظر عن الموقف الشخصي، لأنّه عندها سيصبح الرئيس.