نظمت جامعة البلمند في مئوية كتاب "النبي" لجبران خليل جبران ورعت معرضا لابرز لوحاته ومخطوطاته، ومنها لوحات كتاب النبي، في مبنى الامم المتحدة في نيويورك مع لجنة متحف جبران الوطنية والجامعة الثقافية اللبنانية في العالم.
وحضر مدير المغتربين في وزارة الخارجية السفير هادي هاشم ممثلا وزير الخارجية والمغتربين ومطران اميركا للروم الاورثوذكس المتروبوليت سابا اسبر وعدد من المغتربين والمهتمين والبعثات الديبلوماسية.
وأشار رئيس جامعة البلمند الياس الورّاق، الى "يُسعدني أن أكونَ في حضرةِ حشدٍ من المميزينَ ومن على أكثرِ المنابر تميّزاً في العالم، حشدٌ ممَّن يُثَّمنونَ العلمَ والعلماء، والثقافةَ والمثقفين، والفلسفةَ وروّادِها، في زمنٍ باتَ الجهلُ يطغى على المعرفةِ، وأهلُ العلمِ والعقلاء منبوذون في الأرض، وحيثُ يتحكَّمُ بمصائِرنِا طغاةٌ متآمرون على مصير الإنسان والإنسانية.
ويكفيني فخراً أن أكونَ من يُذَكِّرَ اليوم بمن طَبعَ فكرَهُ وفلسفتَهُ في ذاكرة التاريخ، وأن أتكلَّمَ عن أديبِ الأدباء، وشاعرِ الشعراء، وكبيرِ الفلاسفة، جبران خليل جبران".
وأشار الى "إنَّهُ جبران الذي نستذكرُهُ اليوم في مئويته، وكم نحنُ بحاجةٍ لفلسفتِهِ وعلمِهِ وتعاليمِهِ، في زمنٍ تطغى عليه مآسي الحروب، ويحكمُهُ الظلمُ ويتحكَّمُ به أشرارُ العالم، كم نحنُ بحاجةٍ إلى رأفةِ جبران ومحبتِه للإنسان ونظرتِه للإنسانية، التي كانت جليةً في أمنيته حين قال "لو كنتُ سنبلةً من القمحِ نابتة في ترابِ بلادي لكان الطفل الجائع يلتقطني ويزيل بحياتي يد الموت عن نفسه".
وذكر أن "هذا الوطن الذي أحبَّهُ جبران، هو الوطنُ الذي قد تغادرُهُ أقدامَنا ولكن قلوبنا تظلُّ فيه، هذا الوطن الذي يتحسّر على فراقِه لهُ. بعدَ مئةِ عامٍ، بأيِّ حالٍ عدتَ يا جبران، في حالٍ نشهدُ فيها طبولُ الحربِ تدقُّ مضاجعَ الناسِ، وتُدمِّرَ بيوتهم وآمالهم، في حالٍ تتعاظمُ فيها أمراض البشرية، فبعضُها يأتي من تمادي الإنسان في إجرامه بإنهاكِ الطبيعةِ ومواردِها، وبعضها يأتي من فبركةِ علماء تنصلوا من الأخلاق في علمهم، فابتدعوا أمراضاً تُهلِكُ ولاتُهلَك".