تشهد الصين ارتفاعا قياسيا في ذروة السفر خلال عطلة عيد العمال الحالية، وسط دهشة إزاء الانتعاش الحاد في قطاع السياحة، حيث تحرر الطلب المكبوت بعد إلغاء القيود الوبائية في أواخر العام الماضي.
وباعتبارها واحدة من أطول ثلاث عطلات في البلاد، تستمر العطلة 5 ايام، حيث تتوقع أكاديمية السياحة الصينية إجراء أكثر من 240 مليون رحلة ركاب خلال هذه الفترة، متجاوزة المستوى المسجل خلال نفس العطلة عام 2019.
ووصل عدد رحلات السكك الحديدية في الصين إلى مستوى قياسي بلغ 19.66 مليون رحلة ركاب يوم السبت الماضي، وهو اليوم الأول من العطلة، وفقا لشركة مجموعة السكك الحديدية الصينية المحدودة. وقالت المجموعة إنه من المتوقع أن يقوم ركاب السكك الحديدية الصينية بنحو 120 مليون رحلة محلية في الفترة من 27 أبريل المنصرم إلى 4 مايو الحالي، بزيادة 20 في المائة عن مستوى عام 2019.
وفي هذا السياق، قالت تشانغ جيا، سائحة من منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوبي الصين والتي سافرت إلى بكين مع صديقها، قالت: "قد تكون هذه أكثر عطلة لعيد العمال حيوية على الإطلاق. لقد أدهشني عدد السياح الهائل".
وقالت إن تذاكر المقاصد السياحية الشهيرة مثل المدينة المحرمة قد بيعت بالكامل.
وبالإضافة إلى النقاط السياحية التقليدية الساخنة، فإن السياح الذين يختارون أماكن أقل شهرة في الصين يواجهون أيضا صخب وضجيج الموسم السياحي.
وأصبحت تسيبوه، وهي مدينة صغيرة في مقاطعة شاندونغ الساحلية، مؤخرا وجهة مرغوبة بين المسافرين الشباب بعد أن اكتسبت المدينة الصناعية نجومية على الإنترنت من خلال حفلات الشواء الأيقونية.
وبينما لم تدخر سلطات المدينة جهدا لكبح ارتفاع أسعار الفنادق وتنفيذ سياسات صديقة للسياح لتلبية الحماس بشأن قضاء العطلة، أصدرت تلك السلطات خطابا يشير إلى أن تدفق السياح قد تجاوز سعة الاستقبال وطلبت من السياح السفر إليها بعد انتهاء موسم الذروة أو التفكير في التوجه إلى مدن أخرى في شاندونغ.
وفي مدينة ناننينغ، حاضرة منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ، اكتسبت السياحة المتعلقة بالآسيان زخما بسبب قرب المنطقة من جنوب شرقي آسيا.
ومن جانبه، قال هو يانغ، مدير التسويق في فانتاوايلد إيشن ليجيند، وهي مدينة ملاهي تقع في مدينة ناننينغ وتعرض ثقافة دول الآسيان العشر، قال: "لقد تضاعف عدد الأشخاص الذين يزورون المكان هنا أربع مرات تقريبا في الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، مما أدى إلى نمو الإيرادات التشغيلية بشكل كبير".
وقال هو إن المزيد والمزيد من الزوار يتدفقون من خارج المنطقة، مما يشير إلى انتعاش قوي للسياحة في جميع أنحاء البلاد.
ويسعى قطاع الخدمات في جميع أنحاء البلاد جاهدا لمواكبة تدفق السياح، حيث خرج الكثيرون للسفر وحرصوا على الإنفاق.
بدورها؛ قالت تشو بينغ يويه، التي تمتلك مطعما تايلانديا في مدينة ناننينغ، إن أعمالها شهدت تدفقا هائلا من العملاء الذين ينتظرون في طوابير.
وقالت: "لدينا ضيوف طوال اليوم، والطاولات في طابقي المطعم مشغولة دوما"، مضيفة أنها استأجرت واجهة المتجر المجاور لتوسيع مطعمها.
وذكر تقرير حديث صادر عن أكاديمية السياحة الصينية أن عدد الرحلات السياحية المحلية سيصل إلى حوالي 4.55 مليار رحلة في عام 2023، بزيادة 73 في المائة على أساس سنوي. وسيتجاوز العدد الإجمالي لرحلات السياح الوافدين من الخارج والمغادرين إلى الخارج 90 مليونا، وهو ضعفا الرقم المسجل العام الماضي.