أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، الى إنّ "مشكلة ما يسمى بالعالم الثالث ومنه عالمنا العربي والاسلامي، هي في فقدانه لوعيه وانبهاره بما يسمى بالحضارة الغربية والتقدم التكنولوجي وتفوّق القوة المادية الذي أحرزه، وقد كان هذا ربما مبرراً للأجيال التي عاصرت هزيمة الدولة العثمانية وخرج العالم الإسلامي والعربي منه مهزوماً محطماً، ولكنه آن الأوان له للخروج من حالة الصدمة التي انتابته بعد كل التجارب الماضية في تبعيته للغرب التي لم تزده الا رهقاً وتخلفّاً ورجعيةً، فشتّت شمله واستخدمته لغاياتها الاستعمارية وهم يرون بأمّ الأعين كمَّ المشاكل التي خلقتها له والحواجز التي تمنعه من استجماع قوته واستثمار ثرواته من الفتن الداخلية التي حطّمته وجعلت أبناءه يهيمون على وجوههم يستغلّهم العالم الغربي".
وأكد في خطبة الجمعة، إنّ "اللبنانيين جميعاً مسيحيين ومسلمين شعب واحد ينتمون الى هذا المشرق العربي، وأن مصيرهم واحد وإن تعددت أديانهم وطوائفهم فهي مصدر غناهم وليست سبباً لاختلافهم، وإن تذرع أصحاب الغايات السيئة بها ليبرروا سياساتهم الخاطئة وليفرقوا بين اللبنانيين في الحقوق والواجبات ويميّزوا بينهم بخطابات عنصرية وبلغة هابطة لا ترقى إلى تضحياتهم وما قدّموه حبّاً وتعلّقاً بلبنان وطن نهائي لبنيه".
ولفت الى إنّ "الفرصة للخروج من هذه الأفكار المتخلفة مؤاتية والحل قادم حتماً فلا تطيلوا في المناكفة والعناد، فالبلد اليوم أحوج ما يكون الى التوافق على أن العمل على الحل بإصلاح النظام يحتاج لجهد أبنائه المخلصين للخلاص من النظام الطائفي الذي لم يحفظ من تمسّك به، وأدخل علاوة على ذلك الطوائف بعضها ببعض ولم يبنِ دولة ولم يحفظ سيادة ولم يحفظ كرامة لشعب وإنّما أعطى فرصة النهب لثروات الناس، فلا حلّ حقيقي إلا باعتماد دولة المواطنة التي تحفظ الطوائف وتحفظ السيادة وتحافظ على كرامة المواطن".
وذكر أننا "كنا ندعو وما زلنا الى لغة الحوار والتلاقي، ونرفض أن تستمر لغة الهيمنة من البعض متستّرة تحت هذا العنوان أو غيره استمراراً لهذا النهج الطائفي المفضوح، وندعو الى جهد جامع تشترك فيه كل الجهات الممثلة للمكونات اللبنانية للخلاص من النظام الطائفي المتخلّف يضع الأساس لنظام المواطنة والعدالة غير المنتقصة".