احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بالذبيحة الإلهية في كنيسة معهد يسوع الملك في زحلة، بمناسبة عيد الصعود الإلهي وعيد المعهد.
وتمنى المطران ابراهيم لـ"الأهل الذين يضنّون كل يوم في تربية اولادهم تربية انسانية فوق كل شيء، ومن ثم تربية مسيحية وتربية اجتماعية وثقافية تليق بالكرامة التي اعطيت لهم كطلاب"، لافتا الى ان "القادة الحقيقيين هم في تحرك دائم، لا يجلسون على الكراسي فقط من ثم يديرون الناس وأمور العباد عن بعد، ولم يتعلموا من مثل يسوع الملك الذي ترك عرش السماء وأخلى ذاته آخذاً صورة عبدٍ، لذلك نجد اليوم في المكتبات المهمة، وفي الغرب بنوع خاص، في قسم الأعمال حيث نجد الكتب المتخصصة في ادارة الأعمال، نجد كتباً عن يسوع القائد المثال الذي منه تعلمت الأجيال، القائد الذي تحرك من السماء نحو الذين أحبهم وافتداهم بدمه الكريم، ليس فقط تحركاً لكن فداء ايضاً حتى الموت على الصليب".
وعن الوضع التعليمي الحالي ذكر المطران ابراهيم، ان "أحياناً نؤسر بالمفاهيم التي نعيشها اليوم لذلك نتحدث عن خطورة امكانية اقفال المدارس لأن الوضع الإقتصادي صعب جداً، لكن لا ننسى ان هذا المعهد والكلّية الشرقية وكل المدارس التي لها تاريخ عريق في زحلة مرّت عليها حروب عديدة ولم تقفل ابوابها، بل بقيت بالرغم من كل الصعوبات، وهنا أطرح سوألاً : شخص كـ"سعيد عقل" انتجته هذه المدينة وهذا المجتمع الزحلي، اين درس؟ وما كانت وسائل التدفئة على ايامه؟ لماذ ابدع بهذا الشكل؟ لماذا لم تعلو الأصوات بأنه ليس هنالك من تدفئة في حين كان التعليم تحت الشجرة؟ طالب العلم لا يوقفه شيء لا هو ولا أهله ولا معلّميه الذين يتابعون رسالة التعليم في اصعب الظروف، لذلك انا شخصياً لا استطيع اخذ اي قرار نيابة عن اي مؤسسة رهبانية او تعليمية لكن لا استطيع فهم فكرة ان يأتي وقت ونقفل مدارسنا".
ورأى أنه "ممكن الإقفال يوم، يومين او اسبوع بسبب العاصفة والجليد، لكن ان نقفل مدارسنا فقط لأنه لم يعد هناك مردود منها، ومن قال ان مدارسنا فتحت من اجل المردود؟ المردود الأساسي في المدارس التي تحترم ذاتها هو التوزيع الثقافي والتعليم قبل كل شيء، عندها نكون قد استثمرنا في توزيع المواهب التي اعطانا اياها الله وتممنا رسالتنا التعليمية بحسب الإمكانيات المعطاة لنا. وهذه كلمات نراها في الإنجيل المقدس. ومن قال ان المواهب مرتبطة دائماً بالجيبة؟ كل الذين ابدعوا في التاريخ ابدعوا من لا شيء، لماذا اليوم اصبح العلم مرتبطاً بالجيوب؟ وهذا سؤال اطرحه. ليكن الرب في عون المؤسسات التربوية، وبنوع خاص الرهبانيات المقيدة بقيود قاسية جداً بقوانين كنسية ورهبانية تلزمهم بعدم جواز بيع ارض لإبقاء المدارس مفتوحة، لدينا صعوبات عملية وهذا امر اعترف به لكن علينا ان نجتمع كعائلة واحدة والا نرمي المسؤولية فقط على الراهبات والرهبان والمؤسسات التربوية".
وأوضح أن "المشكلة لديها عدة اوجه ولا يمكن ان تعالج من جهة واحدة. يؤلمني جداً ان تأخذ مؤسسات قراراً بإقفال مدرسة، ونحن بعيدون عن هذا القرار في هذا المعهد العريق، واتمنى ان الرب الذي يصنع الأعاجيب الكثيرة يجترح اعجوبة جديدة. فشفاء المريض مهم جداً لكن الأهم هو ان يشفي الله جيلاً كاملاً من الجهل الذي يمكن ان يهدده، لذلك علينا ان نصلّي لكي يرحمنا الرب ويجد لنا حلاً في هذا البلد المغمور بالمشاكل والهموم، ومع المؤسسات المانحة نحاول اقناعهم بأن الطعام ليس كل شيء، فالمساعدة يجب ان تشمل القطاع التعليمي والإستشفائي ايضاً، غريب امر هذه المؤسسات احياناً كثيرة يبعدون عن هدفهم الذي ينبع من الإنجيل والذي يجب ان يصبّ في رسالة الإنجيل. لا يجب الخوف من اعلاء الصوت وتصوب المسار، لأننا نعرف الأزمة جيداً اكثر منهم، نعرف اين هو الجرح النازف وأحد هذه الجراح المهمة في حياتنا اليوم هو الأزمة التعليمية التي سببتها ألأزمة الإقتصادية."