بعد أن باتت مختلف نواحي الحياة مدولرة، وصل الأمر إلى الزعتر مع بدء موسم قطاف البري منه والمنتشر في الأودية والجبال، في بلدات النبطية، وعلى ضفاف نهر الليطاني، حيث يباع الكيلو الواحد بـ10 دولارات، أي مليون ليرة لبنانية، واذا أضيف اليه السمسم والسماق يصبح بـ20 دولاراً.
من ناحية أخرى، الزعتر أصبح يزرع في الحقول للتسويق البيتي والبيع، كونه يساهم بزيادة مداخيل العائلات والأفراد، وتقوم جمعية "جهاد البناء" بتقديم الارشادات والتدريب للمزارعين لقطاف بيئي سليم، بالإضافة إلى تقديم الشتول لزيادة المساحات المزروعة.
في هذا السياق، يشير مدير الجمعية في منطقة جبل عامل الثانية قاسم حسن، في حديث لـ"النشرة"، إلى أننا "نعمل على تطوير وتشجيع زراعة الزعتر سنوياً، لما تمثله من نبتة بيئية وصحية"، ويلفت إلى أننا "قمنا بتوزيع الشتول على المزارعين، للاستهلاك البيتي من جهة، ولتوسيع المساحات المزروعة بهدف رفع مستوى الإنتاجية، وبالتالي استفادة العائلات الجنوبية من مصدر دخل رديف لمصدرهم الأساسي".
ويوضح حسن أن الجمعية قامت أيضاً بدورات تدريبية وجولات على الحقول، للعناية الصحيحة بالشتول وارشاد المزارعين إلى طريقة القطاف"، ويشير إلى "ملاحظة قطاف الزعتر الذي لم ينضج، حيث لا تكون المادة العطريّة الأساسية فيه مكتملة مع حرورته"، ويلفت إلى أن "من الأفضل أن يتم القطاف في بداية شهر حزيران".
من جانبه، يؤكد عضو بلديّة يحمر الشقيف ناصر علي حسن علي علّيق، في حديث لـ"النشرة"، على أهمّية القطاف أواخر شهر أيار، ويلفت إلى أن "المواطنين اليوم يبدأون بالقطاف مبكرا للاستفادة من الوزن، لكن الجودة والنوعية تكون متدنيّة، نظراً إلى أنها تكون عندما يزهر".
ويعتبر علّيق أن "تراخي وتراجع البلديات والجمعيات ووزارة الزراعة عن القيام بدورها، يؤدّي إلى قطاف جائر"، ويشير إلى أننا "وزعنا شتول الزعتر على 30 مزارعاً في البلدة، مقدمة من جهاد البناء، ومعها شتول خيار وفليفلة وباذنجان مع بذور "الحاكورة الصيفية"، لتعزيز دور المزارعين ودعمهم".
بدوره، يكشف رئيس نقابة مدارس السوق في لبنان حسين توفيق غندور، في حديث لـ"النشرة"، أنه استصلح أراضيه في مزرعة الحمرا من أجل زراعتها بالزعتر، حيث قام بزراعة 50 دونماً، ويشير إلى أننا "نعتمد على الخبرة الزراعية في الرعاية والاهتمام وهي تعطي انتاجاً متميزاً، سنبيع قسماً منه والباقي لاستهلاك العائلة والأهل والأقارب والأصدقاء"، ويدعو وزارة الزراعة إلى الاهتمام بالمزارعين وبهذه النبتة، وإدخال الزعتر في الجدوى الاقتصادية، لتصبح أكثر إنتاجية وتدر الربح على المزارعين.
على صعيد متصل، يلفت العسكري المتقاعد جميل داود إلى أنه في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة، بدأ العمل على القطاف على مؤكّدًا ان هذا العمل متعب.
ويوضح رئيس جمعية "للجميع بيتنا" محمد سعيد إلى أن الجمعية نظمت دورات تدريبية للمزارعين، تناولت كيفية زراعة النبتة وقطافها بهدف رفع مستوى الجودة والنوعية.
ويشير سعيد إلى أن "الدونم الواحد يعطي في الربيع أولا، حيث يستخدم الزعتر الأخضر للاكل، وفي الصيف مرة ثانية للمناقيش وتصنيع الدواء في الخارج أو حتى في لبنان"، ويكشف أننا "نعاني من قيام النازحين السوريين بغزو الأودية واقتلاع النباتات".