تكثر المخاوف مؤخراً حول مصير "الدولار" الاميركي وسط الكلام عن إنهيار الاقتصاد الاميركي والخوف من التعثّر ما يعني تكرار للسيناريو الذي شهدته الولايات المتحدة في العام 2008 عندما حصلت الأزمة في حينها، ولا شكّ أن جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية أدت الى تراجع نموّ الاقتصاد العالمي...
يتعرّض الدولار الأميركي لضغوطات كبيرة جداً جراء الحرب الروسية-الاوكرانية وجائحة كورونا، هذا الأمر أدى الى زيادة نسبة التضخم ودفع بالاحتياطي الفيدرالي الاميركي الى محاربته عبر رفع الفائدة بشكل كبير جداً لامتصاصه، وكلما نجح في تخفيضه تراجع الاقتصاد، وأصبح اقتراض الشركات مرتفع أكثر وبالتالي ستتوقف عن الاستثمار وتذهب الى تخفيض الاكلاف، وهذا الامر حتماً سيؤثر على البنوك الاميركية التي تهافت المودعين في بعضها لسحب أموالهم وتم سحب عدّة مليارات من الدولارات وهذا الأمر ترك أثره على العملة الخضراء.
"في أميركا هناك سقف الدين العام الذي يضعه الكونغرس ولا تستطيع الحكومة الاميركية أن تصرف أكثر من السقف الموضوع لها". هنا يشير الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة عبر "النشرة" الى أن "الولايات المتحدة مهدّدة بالتعثّر، وبالمطلق إذا تعثرت أي دولة في العالم حكماً تتأثر عملتها، والخوف أنه إذا انضربت سندات الخزينة الأميركية يمكن أن يتأثّر الدولار".
بدوره الخبير الاقتصادي ميشال فياض يعتبر أنه " بالنظر إلى المديونية الأميركية إذا ابتعد العالم عن الدولار فسيكون ذلك انهيار الاقتصاد الأميركي والعملة"، لافتا الى أن "ضعفها سيكون ايجابياً للبنان". أما جاسم عجاقة فيرى أن "أصول لبنان هي بالدولار وبالتالي حكماً سيُضرب بقيمة أصوله، كذلك فإن كلفة الاستيراد على البلد ستكون مرتفعة أكثر، وبالتالي إذا فقدت العملة الخضراء قيمتها يعني أننا نحتاج الى مزيد من الدولارات لشراء نفس السلعة".
"بعض المصارف المراسلة يُمكن أن يتأثّر بعملية تعثر الولايات المتحدة عندها سيكون لدى لبنان صعوبة في إيجاد من يتعامل معه"، هذا ما يؤكده عجاقة. في حين أن ميشال فياض يشير الى أنّه " إذا ضعف الدولار سينخفض الطلب عليه وسيزداد على الجنيه الاسترليني"، مؤكدا أن "البنك المركزي اللبناني يمتلك من بين أكبر 20 دولة احتياطيًا من الذهب"، مضيفا: "يقال إن الصينيين يريدون استخدام البلد في مبادرة طريق الحرير الجديدة كأحد مداخل إفريقيا حيث يوجد جالية لبنانية كبيرة، وإذا تحققت الاستثمارات الصينية لبنانيا إلى جانب تراجع الولايات المتحدة والدولار فيمكن للبلد أن ينمو ويزدهر مرة أخرى".
كلّ هذا الكلام هو سيناريو مطروح وتحليلات متداولة يُمكن أن نصل اليه ولكن ما يجب معرفته هو أنه وفي التاريخ يبقى اقتصاد الولايات المتحدة الأقوى عالميا وكان دائماً يتم التوصّل الى اتفاق حول موضوع الدين العام، ولكن السؤال الأهم على من سينعكس انهيارها المالي من باقي دول العالم؟!.