أشارت كتلة "الوفاء للمقاومة" بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، الى انه "يوم تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني هو يوم عيد وطني وقومي صنعته مقاومة نموذجية التزمها شعبنا الأبي والشجاع خيارا استراتيجيا وعمليا مجديا وبديلا عن خيارات أخرى مجربة عقيمة وفولكلورية التأثير والنتائج".
ولفتت في بيان، الى ان "هذا اليوم التاريخي شكل ولا يزال مفترقا نوعيا حاسما بين حالة الوهن والاكتئاب والتسليم للأمر الواقع، وهي حالة لطالما عمل المستعمرون وحراس مصالحهم في منطقتنا على إشاعتها وترسيخها كنمط عيش وقدرٍ دائم. وبين حالة النهوض والتحرر واستشعار الثقة بالنفس وبالقدرة على النصر والإنجاز واستعادة الحيوية والأمل وإطلاق موجات الوعي ورفض الإذعان للأمر الواقع المغاير لمتبنيات وتطلعات شعبنا، والمتعارض مع هويته الحضارية وقيمه وحقوقه الإنسانية".
وذكرت لأن "التحرير هو نتاج خيار المقاومة، فقد غدا ويغدو كل اتجاه سياسي أو فكري للفصل بينهما، مبعث ريبة واتهام وطعن ومثار رفض وإدانة ومواجهة، خصوصا بعد ما بذلته المقاومة وما قدمته من شهداء وجرحى وأسرى وبعد أن أضحت بفعل أدائها النموذجي وبالتحرير الذي أنجزته خيارا وجوديا ووطنيا راسخا في وجدان اللبنانيين، وفي حياتهم وفي عرفهم وميثاقهم الذي يستند إليه النص الدستوري، وبعد أن أصبح الجدل حول هذا الخيار لغوا عقيما لا طائل منه ولا يكترث له أحد فضلا عن أنه لم يعد عنصر تحريض مؤثر ضد أي جهد وطني يبذله الوطنيون والمقاومون من أجل ضمان الاستقرار وبناء الدولة ومؤسساتها وفتح آفاق التطوير والتنمية والالتزام بتطبيق القوانين وأحكامها".
واعتبرت أن "يوم الخامس والعشرين من أيار عام 2000م، طوى كل مقولات الترويج للخضوع والإذعان، وفتح آفاق التحرر والأمل بالقدرة الذاتية لمواصلة التغيير وتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز والثقة بإمكانية تجاوز الصعاب وتخطي العقبات والتصدي لسياسات العرقلة أو التعطيل. إضافة إلى تأثيره الإيجابي على معنويات الشعب الفلسطيني المكافح الذي توهجت انتفاضته وانتعشت عزيمته وراح أبناؤه المقاومون يبدعون في أساليب مواجهة الاحتلال وتقويض مشروعه وأهدافه".
وأكدت ان "كما أثبتت المعطيات والتجارب السياسية المتكررة أيضا، أن التحرير وما ينطوي عليه من التزام بمعادلة النصر الآنفة الذكر هو القاعدة الصلبة لبناء الدولة القوية والقادرة، والحريصة على تحقيق العدالة بين المواطنين وعلى تعهد حماية حقوقهم ورعاية مصالحهم. وأن أي إخلال أو تصديع لتلك القاعدة الصلبة هو تعطيل لعملية بناء الدولة وإضعاف لها.
كذلك فإن التحرير وما ينطوي عليه من معادلة للنصر الدائم.. قد رسخ وحصن السيادة الوطنية واجتذب احترام شعوب المنطقة ودولها وأتاح فرصا عديدة للبنان ولحكوماته المتعاقبة، من أجل الاستثمار الفعلي الإيجابي سواء لبناء اقتصاد قوي ومنتج أو لبناء مؤسسات خدماتية ورعائية أمينة وناشطة، أو لإنجاز مشاريع تنموية قادرة على تطوير البنى والإنشاءات التي تحتاجها البلاد حاضرا ومستقبلا".
وأضاف "إن المقاومة التي تعنى بتوفير الجهوزية الدائمة والمتطورة لمواجهة أي عدوان وللدفاع عن البلاد، بعثت بالأمس القريب ومن خلال التدريبات والعروض التي قدمتها أمام وسائل الإعلام المتعددة، رسائل ردع جديدة وذكية إلى العدو الغارق في مأزق تآكل قدرة الردع لديه، من المفترض أن تفاقم مأزقه وتزيد من الكوابح لعدوانه وتثير لديه المخاوف من أية حماقة ضد لبنان قد يفكر بالاندفاع إليها أو يستسهل الإقدام عليها".
ودعت الكتلة إلى "حسن الاستفادة وملاقاة الاستدارة الإيجابية التي تشهدها المنطقة، وتؤكد وجوب اقتران المواقف بالأفعال والترتيبات التي تثبت الصدقية وتعزز فرص التفاعل الإيجابي المطلوب. كما تدعو كل المعنيين في لبنان إلى المسارعة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي والتفاهم الوطني الذي يؤدي إلى انتخاب الرئيس المؤهل في هذه المرحلة بالذات لتوظيف الظروف والتطورات الجارية من حولنا، لمصلحة لبنان وتثبيت استقراره وإعادة بناء دولته ومؤسساتها واستنهاض الوضع الاقتصادي المتردي والمأزوم".