بعض أفكار في نهاية الشهر المريمي في "التيولوجيا" او "اللاهوت المريمي" هي التي حُبل بها بلا دنس، مريم هي ام الله، مريم هي والدة الإله، مريم هي سيدة الانتقال، مريم هي ملكة السلام.
اليها ترمز الاشارات والوقائع والرموز التي جاءت في الكتاب المقدس في سلم يعقوب وهي جزّة جدعون، هي باب السماء وسيدة الملائكة، هي التي كلمها الله بلسان الملاك جبرائيل ولأجلها أوحى بالحلم ليوسف أنها حُبلى من الروح القدس، وابنها هو ابن الله مخلص العالم واسمه يسوع، وهي التي آمنت بما قيل لها من قبل الرب بالرغم من صعوبة الكلام الّذي قيل لها وقد يعرضها للرجم، آمنت بأنّ اللامعقول سيكون معقولا بقوّة كلمة الله! كيف ستكون حبلى بعد عودتها من زيارة اليصابات نسيبتها.
"التيولوجيا" تسير بمنطقها الخاص مُخضعة الانتروبولوجيا لمبدأ الهي عجائبي غير مُدرَك في مسار منطق الانسان، فكيف تحبل عذراء من غير رجل؟ وكيف هي أم بتول وعذراء وابنها بين يديها؟ كيف حُبل بها بلا دنس الخطيئة الاصليّة؟ كل هذا يدخل في منطق الايمان وليس بمنطق الطبيعة.
انّ مريم هي حقا سيدة اللامعقول، والتي آمنت بما قيل لها من قبل الرب. الايمان بالله وحده وبكلمته هو اساس الحياة المريميّة. فكيف استطاعت أن تؤمن ان سيد السماء والارض لا مكان له ليولد فيه، انّما المولود سيكون بمزود حقير؟! كيف يمكن ألاّ يكون إيمانها وحده هو مصدر هروبها مع ابنها من امام هيرودوس.
إنها الشفيعة الدائمة، خاصة في تكريم وطقوس جميع الكنائس، وللموارنة تيولوجيا مريمية خاصة غارقة في انتروبولوجيا الحياة اليومية: "يا ام الله يا حنونة" "صلاتك معنا" "نشهد كل السلام" "اليك الورد يا مريم" "مجد مريم يتعظم" "يا مريم سلطانة الجبال والبحار وملكة لبنان" "يا ارزة لبنان"...
ولبنان مكرس لمريم العذراء، ومقاماتها مرتفعة على جميع تلال لبنان، فالشعب الماروني مريمي العبادة وصرخته الدائمة "يا عدرا". هي العروس التي لا عروس لها، هي سيدة لبنان، سيدة البقاع، سيدة الجنوب، سيدة الحصن، سيدة الشبانية، هي سيدة هذه الارض والبحار والجبال، ومن كان لها عبدا لن يدركه الهلاك ابدا. انظر دائما الى مريم والى ظل حمايتها التجئ.
فيا سيّدة لبنان خلصي لبنان وساعدينا على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانيّة، ولنخرج من هذه الضائقة المادّية القاهرة والمذلّة حيث افتقرت الناس وجاعت.