في ظل الدولرة القائمة على مختلف الصعد في لبنان، وصل الأمر إلى مراسم دفن الموتى، حيث باتت الكلفة تتراوح ما بين 400 و2000 $ أميركي بالحد الأدنى، حسب المتطلبات، ما يشكل عبئاً كبيراً على العائلات والأقارب.
في هذا السياق، يشير إمام بلدة حبوش رئيس المحكمة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المفتي علي مكي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن الكلفة في البلدة لا تتجاوز الـ100 $ أميركي، موضحاً أننا "نراعي ظروف المواطنين لا سيما الموظّفين منهم"، لافتاً إلى وجود "متبرعين للحفر والغسل مجاناً، والأمر نفسه ينطبق على قاعتي العزاء والحسينية، وبالتالي التكاليف تقتصر على ثمن الترابة للوحة "الشاهد" والمازوت الذي يستهلكه المولد الكهربائي".
من جانبه، يلفت رئيس لجنة الوقف الديني في يحمر الشقيف الحاج محمد علي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن الكلفة في البلدة تصل إلى 400 $، من بناء حجارة المدفن وغيرها، في حين أن الحفر مجاني لأنّ المتبرع وهبه عن روح والديه، موضحاً أن المبلغ يشمل "غسل الميت و"الكفن" والكافور والسيدر، ووضع بلاطة رخام على القبر باسم المتوفي وتاريخ وفاته، كما يتم دفع 20 $ لمن يوزع القهوة".
في بلدة جبشيت الكلفة هي نفسها أيضاً، بحسب ما يؤكد مختار جبشيت كامل فحص لـ"النشرة"، موضحاً أن الكلفة في بعض المدن اللبنانية تصل إلى 5000 $، لأنهم يأخذون ثمن الأرض التي يدفن فيها.
أما في بلدة الكفور الجنوبية، فيوضح نائب رئيس البلدية يوسف ناصيف أن الكلفة تبدأ من 500 إلى 1000 $، حسب طلب عائلة المتوفي، مشيراً إلى أن "جمعية دفن الموتى تتولى الأمور، حيث تنقل المتوفي بسيارة أسعاف إلى البلدة، سواء من المستشفى أو البيت، وكلفتها 200 $".
على صعيد متصل، تشير مصادر لجنة الوقف في مدينة النبطية، التي يشرف عليها ويديرها امام ومفتي النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، عبر "النشرة"، إلى أن اللجنة لا تبغي الربح ولا التجارة في الموت، مؤكدة أن كلفة دفن الميت في جبانة النبطية لا تزيد عن 400 $.
وتلفت إلى أن تلاوة القرآن ومجلس العزاء والفاتحة والصلاة عليه، من قبل الشيخ صادق شخصياً، فهي تقدمة منه تحسساً بالوضع الاقتصادي، مؤكدة أنه "في بعض المناطق والمدن تتعدى الكلفة 2000 $، حيث أن لكل منطقة رمزية وخصوصية معينة، تعود إلى التقاليد الموروثة عن الإباء والاجداد التي تلتزم بها مدينة الحسين النبطية".
على صعيد متصل، لا تقتصر التكاليف على عملية الدفن فقط، حيث هناك أيضاً تنفيذ وصية المتوفي من حيث الصلاة عليه والصوم له، كما أن حجته تكلف 5000 $، بحسب ما يؤكد الحاج محمد حسن سليم قرة علي، الذي يحج عن الموتى بناء لطلب ذويهم ويعود ليزور القبر ويهدي الحجّة لصاحبها. ويشير، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "من لم يستطع الحج في حياته، لأي سبب، ومات، فإن أبناءه يتكفلون اهدائه حجة بعد وفاته".