إرتفعت أسعار الزيوت والسلع المستوردة كثيراً نتيجة الحرب الروسية-الاوكرانية التي ترافقت مع إنتشار وباء كورونا في العالم وإقفال الدول وعدم إمكانية الاستيراد، وفي لبنان ما زاد "الطين بلّة" هو صعوبة فتح إعتمادات للقيام بذلك...
وليس هذا كلّ شيء فارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة بشكل جنوني بعد شهر تشرين الثاني من العام 2022 حيث بلغ حدود 43 الف ليرة، ليصل في غضون شهرين أو ثلاثة الى حدود 140 الف ليرة لبنانية ممّا أثر على ارتفاع أسعار السلع المستوردة وأحدها الزيوت والقمح وغيرها يضاف اليها استفادة التجار من التلاعب بالأسعار ما أدّى الى تحقيق أرباح خيالية.
إذاً، تجمعت عوامل عدة من الحرب المذكورة وتذبذب سعر الدولار... ولكن المفارقة أننا وفي الآونة الأخيرة عدنا نشهد إنخفاضاً في تلك الأسعار في الوقت الذي فيه يستقرّ سعر صرف العملة الخضراء مقابل الليرة منذ حوالي الشهرين على 94 الف ليرة تقريباً. في هذا الإطار يشرح الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين عبر "النشرة" أن "اسعار السلع المستوردة لا سيما الحبوب ارتفعت دون استثناء نتيجة الحرب الروسية-الأوكرانية ونتيجة الاغلاق الذي كان حاصلاً بسبب وباء كورونا"، لافتا الى أن "الاغلاق انتهى ولكن الحرب لا تزال قائمة وهذه هي إحدى الأٍسباب التي أدّت الى إنخفاض الأسعار".
في المقابل يعتبر رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن "انخفاض أسعار الزيوت دليل على أن التسعير بالدولار هو الخطوة الأولى في الإتّجاه الصحيح لثبات الفروقات صعوداً ونزولا بالزيوت"، ومضيفاً عبر "النشرة" ان "الأسواق العالمية للزيوت انخفضت وبدأنا نلمس نتيجة هذا الانخفاض في السوق المحلي"، يذهب بحصلي أبعد منذ لك ليؤكد أن "أسعار الزيوت إنخفضت أكثر مما كانت عليه قبل الحرب الروسية الأوكرانيّة".
ربما عند سماع هذا الكلام تسأل "هل الانخفاض الذي يتحدثون عنه بالأسعار هو نفسه الذي يجب أن يكون عليه مقارنة مع انخفاض سعر صرف الدولار"؟ هنا يشير بحصلي الى أن "الزيوت معفيّة من الدولار الجمركي ولهذا السبب وعند إنخفاض الأسعار العالميّة تراجعت في لبنان بينما لو كان يُدفع الدولار الجمركي عليها، لكان سعرها مختلفاً تماماً وعُدِّل، مثلاً الخضار المعلّبة وغيرها يدفع عليها 35% جمرك وبالتالي حكماً أسعارها لن تنخفض كثيراً".
يدعو هاني بحصلي الى عدم السرور لأنّ الدولار هو 94 الف ليرة، فعلينا التذكّر بأنه في تشرين الثاني من العام 2022، أي منذ ستة أشهر تقريبا كان 43 الف ليرة.
إذا، تنخفض أسعار الزيوت عالمياً وهذا الامر إنعكس تراجعا ملحوظًا في الأسواق اللبنانية على أمل أن ينخفض الدولار أكثر وتتم مراقبة الاسعار بشكل أكبر، لا سيّما مع جشع التجار الّذي لا يرحم، وغياب مؤسسات الدولة لحماية المستهلك والمواطن، الّذي يعاني من منشار الغياب التام للمؤسسات الرسميّة المعنيّة للمتابعة!.