أكد المؤتمر الدائم للفدرالية في ختام المنتدى الدولي الذي عقده تحت عنوان "طريق السلام -1" من أجل شرق أوسط ديمقراطي، أن "هناك أزمة بنيوية بحاجة إلى حلول جذرية، وأن في مقدّم هذه الأسباب وجود الدول القومية والأنظمة المركزية التي فشلت في إدارة المجتمعات التعددية، وأيضاً غياب القيادة الحقيقية التي تمثل إرادة الشعوب ومصالحها"، مشددا "على ضرورة قيام نظام سياسي ديمقراطي لا مركزي اتحادي، فضلاً عن العمل لعقد اجتماعي يأخذ حقوق جميع الشعوب والمكونات والأديان والطوائف والمعتقدات وحقوق المرأة بالاعتبار".
وأكد المجتمعون أن "حلّ هذه القضايا يمكن أن يتحقق في ظل نظام ديمقراطي فدرالي"، لافتين إلى أن "الاستقرار السياسي والاقتصادي هو السبيل الوحيد لحل مشكلة النزوح السوري واللجوء الفلسطيني، مع التشديد على ضرورة تهيئة الظروف السياسية من أجل تحقيق عودة آمنة للسوريين إلى بلدهم، في موازاة قيام الأمّم المتحدة والمجتمع الدولي بواجباتها في هذا الخصوص".
وشارك في المؤتمر الذي امتد، يومين، أكثر من 200 شخصية سياسّية وثقافيّة وإعلاميّة وأكاديميّة عربية ودولية، ولا سيما من إيران ومصر وتونس وسوريا والعراق وليبيا والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وبريطانيا وألمانيا، وعدد من الديبلوماسيين.
وكانت قد انطلقت صباح الثلاثاء، فعاليات منتدى "طريق السّلام - معاً من أجل شرق أوسط ديمقراطي"، الذي ينظمه "المؤتمر الدائم للفدراليّة" بالتعاون مع كل من منتدى الشرق للتعدديّة ورابطة النيروز الثقافيّة وجمعية Resilient Beirut ومنظمة Demokrattia في قاعة المؤتمرات في فندق هيلتون ميتروبوليتان- بيروت.
وشدد الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية ألفرد رياشي على "أهمية المؤتمر في هذه الظروف"، مؤكّدًا أن "الشرق الأوسط بتاريخه وفرادته هو نتاج مساهمة كل المكونات المجتمعة فيه، والنقاشات التي تطرح في سبيل مقاربات شمولية أو ثيوقراطية أو حتى المقاربات التي تنادي بتطبيق مفاهيم العددية، أدت إلى نتائج سلبية إذ إن احترام التعدديّة يجب أن يكون الأرضيّة المشتركة للنهوض والحوار". ورأى ان "الفدراليّة ليست تهمة أو تورطاً بحركة انفصاليّة، بل هي صيغة اتحادية، والطريق للسلام والحريّة والديمقراطيّة، يكمن في تبني الفدراليّة والاتحاديّة التّي من شأنها أن تؤمن مستقبلاً مشرقًا لمنطقة الشرق الأوسط"، ونحن "طلاب حريّة لا انفصاليين ودعاة تقسيم".
بدورها، لفتت ممثلة حركة المرآة الديمقراطية في إيران بسي شماري، الى إن "المنطقة الشرق أوسطيّة عُرضة لإشكالات وحروب كبيرة، كمحصلة للتحولات الجيوسياسية في منطقة عايشت المتغيرات، وعليه فإن الحاجة لتطوير المفاهيم السّياسيّة والثقافيّة وأهمها: الديمقراطيّة والسّلام، وتجديد الطروحات المتطورة التي هي حاجة ملّحة إذا ما تطلعنا لشرق أوسط يجمع كل مكوناته تحت منطق تقدميّ وتشاركيّ".