انطلق الموسم السياحي في الجنوب، حيث بدأ المغتربون والمصطافون والسواح العرب والأجانب بالقدوم إلى القرى والبلدات. وهو ما تسجّله الأرقام والإحصاءات على مستوى الحجوزات في الفنادق، والزيارات المتوالية للمواقع السياحية والاثرية والثقافية، من صيدا إلى النبطية وصور وامتداداً إلى إقليم التفاح وجزين وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا وصولاً إلى منتزهات الوزاني. ومن المتوقع أن يكون موسم الاصطياف والسياحة جنوباً واعدا، في ظل الاستقرار الأمني الذي أكد عليه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، حيث أشار إلى أن الجنوب من أفضل المناطق استقراراً.
والنبطية مدينة جبلية تقع في وسط الجنوب، حيث تحيط بها العديد من المعالم الطبيعية الجميلة، منها جبل الريحان ونهر الليطاني، التي تجذب السياح اليها، بالاضافة إلى مجموعة من المواقع الأثرية التي تشهد على تاريخها العريق، مثل قلعة الشقيف، وجامع النبطية القديم، ومسجد النبي، وكنيسة السيدة، كما أن المدينة مجهزة لاستقبال السياح من خلال مجموعات الفنادق والمساكن المتواجدة بها، بالإضافة إلى المطاعم والمقاهي التي تقدم الأطباق الشهية المحلية، ومن ضمنها بيت الزمن الجميل.
في هذا السياق، يلفت رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان علي طباجة، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "منطقة الجنوب تعتبر من المناطق السياحية المميزة، حيث تشمل صيدا وجزين والنبطية وصور وبنت جبيل ومرجعيون وإقليم التفاح، وتتواجد العديد من المواقع السياحية والاثرية والثقافية المميزة والمتنوعة، بالإضافة إلى السياحة الدينية والجهادية المرتبطة بالمقاومة، والتي تميزها عن بقية المناطق اللبنانية".
وفي حين يأمل طباجة أن يكون عدد السواح مرتفعاً، يشير إلى أنه "حسب الإحصاءات الأولية هو بارتفاع، خصوصاً أن المغتربين الجنوبيين بدأوا بالقدوم إلى بلداتهم ومناطقهم، وكما هو معروف فإن الجنوبي كريم ومضياف في استقبالاته"، مؤكداً أن "الحركة السياحية ستعزز الاقتصاد اللبناني وستساهم في تفعيل الدورة الاقتصادية وتنميتها واطلاق عجلتها إلى الأمام"، داعياً أصحاب المطاعم والفنادق ورجال الإعمال إلى انجاح الموسم جنوباً.
على صعيد متصل، يطالب طباجة الحكومة بدعم القطاع السياحي، من خلال خطوات تعطي الثقة له، ومنها تخفيض الرسوم على تلك المؤسسات، بالإضافة إلى تفعيل السياحة الخارجية والداخلية، خصوصاً في المناطق النائية خارج بيروت، ليبقى القطاع السياحي ركيزة من ركائز الاقتصاد وعاملاً من عوامل قوته ومنعته. ويشدد على أن أصحاب المطاعم والفنادق والمنتزهات في الجنوب، يعوّلون على أن يكون الموسم مزدهراً هذا العام.
من جانبه، يكشف رئيس اتحاد بلديات إقليم التفاح بلال شحادة، في حديث لـ"النشرة"، على وجود حجوزات في فنادق واستراحات المنطقة، كما أن هناك زواراً بدأوا بالوصول إلى الإقليم، ما يؤكّد أن الحركة السياحية في المنطقة الى ارتفاع، وهي ستنمو أكثر بفضل المناخ المميز وحسن الضيافة والاستقبال والكرم الذي تمتاز به المنطقة ومحيطها، إلى جانب معالمها السياحية المميزة.
ويلفت شحادة إلى أنه "منذ عامين نشهد حركة جيدة جداً في إقليم التفاح"، موضحاً أن العديد من البلدات تعتبر مناطق سياحية تاريخياً، في حين أن "الطبيعة الخضراء لها علاقة بالسياحة البيئية والدينية والروحية، ونشهد اقبالاً على زيارتها من كل أبناء الوطن للاستمتاع"، ويضيف: "نستقبل سنوياً 8 الاف شخص يمارسون رياضة المشي من مقام صافي حتى معلم مليتا، ولقد برز في السنوات الثلاث الماضية انشاء مؤسسات سياحية صغيرة، من الشاليهات والمنازل الموجودة في أحضان الإقليم".
في المقابل، يشير شحادة إلى أزمات متنوعة، منها ما له علاقة بسلامة الطرقات، حيث يكشف أننا "نعمل منذ فترة على تحسينها في مداخل الإقليم"، بالإضافة إلى أزمة الصرف الصحي، حيث هناك ضغط على الشبكات مما يهدّد المياه الجوفية بالتلوث، وأزمة النفايات بسبب تعدّد مكبّات النفايات نتيجة عدم الفرز من المصدر، مع العلم أن المكبّات العشوائيّة تزيد من تلوث الأرض.
في المحصّلة، يلفت شحادة إلى أنّ الحجوزات كثيرة في فنادق واستراحات إقليم التفاح، ما يبشر بالخير ويؤكد أن السياحة الداخلية في لبنان تنشط، وهي محل ارتياد العديد من اللبنانيين من المناطق كافة".