صحيح أن اللبنانيين مرّوا بأوقات عصيبة ولا يزالون، والصحيح أيضاً أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وارتفاع سعر صرف الدولار قلبت حياة اللبنانيين رأساً على عقب، لكن عندما تسمع بأرقام الوافدين إلى لبنان في فترة الصيف تشعر وكأن هذا البلد بدأ مرحلة النهوض من جديد...
نعم هناك تفاوت بين المشهد في الداخل، حيث أنين الناس من وجع الحياة التي باتت صعبة، وبين "عجقة" المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية... قد لا تفهم كيف ذلك ولكن تختصره بجواب بسيط "هذا لبنان"!.
في أغلب بلدان العالم، تحضّر الدول لاستضافة السياح، لا بل أكثر من ذلك تدرس كيفية جذبهم، إلا في لبنان. جمال طبيعته وخضاره ونوعية الحياة فيه وطقسه كفيلة باستقطاب السواح والمغتربين رُغم عدم إكتراث المسؤولين لهذا الأمر، تفتّش عبر شركة طيران الشرق الأوسط عن الأسعار في موسم الصيف، فتجد أنها خياليّة ومرتفعة جداً. تسأل وزير السياحة وليد نصار عن Package معيّن في موسم الصيف، فيأتيك قوله لـ"النشرة: "هذا سؤال عام جداً لا يُمكن الاجابة عليه هكذا". تفهم حينها وحدك أن هذا القول يخفي خلفه كلمة لا ببساطة.
تظنّ رُغم ذلك ألا أحد سيأتي، ففي ظلّ الارتفاع الكبير للأسعار على شركة طيران الشرق الأوسط، وعدم وجود حملات تنظّمها وزارة السياحة في فترة الصيف، وفي ظلّ الأزمة الكبيرة التي تمرّ بها البلاد تظنّ أن لبنان في هذا الموسم سيكون خالياً خاويًا وستكون الوجهة الى بلدان أخرى. ولكن لا، ليست هذه الحقيقة، فالمتوقع بحسب رئيس مطار بيروت الدولي فادي الحسن أن "يتخطى عدد الوافدين إلى لبنان مليون و200 الف".
"هناك زيادة بنسبة 30% بأعداد القادمين عن السنوات السابقة لما قبل الأزمة". هكذا يختصر الحسن الواقع في حديث لـ"النشرة"، معتبراً أنه "إذا استمرينا على هذا المنوال، فإننا سنعود إلى سنوات ما قبل الأزمة الإقتصادية، بالأرقام والأعداد".
بدوره، يشدد نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود، عبر "النشرة"، على أن "الموسم الصيفي واعد جداً هذا العام"، لافتاً إلى أننا "نحضّر Packages لأشخاص يرغبون بالحضور بأفضل الاسعار"، مشدداً في النهاية على أننا "همزة وصل بين جميع القطاعات السياحية في لبنان". ويشرح أنه "تصل يومياً 95 طائرة، والمعدل الوسطي لعدد الركاب في الواحدة منها يصل إلى حوالي 200، أي 15 ألف راكب يومياً"، مضيفا: "بالأمس مثلا وصلت طائرتان من العراق وأخرى من الأردن وعلى متنها سواح"، مشيراً إلى "وجود وافدين من الكويت أيضاً ومن دول عربية أخرى".
إذاً، بدأ لبنان يستعيد عافيته رُغم كلّ الصعوبات، وعادت الحركة السياحية إلى سابق عهدها أيام ما قبل الأزمة، ليبقى الأهمّ أن "لبنان" بطبيعته وحياته هو من يجذب السواح والمغتربين، ويعوّض عن غياب الدولة والمسؤولين.