في ظروف صعبة ومعقّدة انطلقت صباح أمس الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية بكل فروعها في لبنان، بعد كلام كثير عن عدم حصولها أو تأجيلها وجدل واسع ترافق مع التحضيرات لها وأخبار عن أفخاخ يحاول الأساتذة حفرها للوزارة، ومفاجآت يُحضّرها المراقبون في الامتحانات الرسمية!.
أكثر من 4 آلاف طالب بقليل يخضعون اليوم للامتحانات الرسمية، بعد معالجة النقص في المراقبين، حيث بحسب مصادر تربوية متابعة تم تقليص أعدادهم في المراكز في بعض المحافظات، تحديداً جبل لبنان، مشيرة عبر "النشرة" الى أن النقص لم يكن كبيراً كما كان يُروّج له، ووزارة التربية حضّرت كل أسباب نجاح الامتحانات، ودحضت كل الشائعات، على أمل ألاّ يكون الطلاب قد وقعوا في فخّ المغرضين الذين أوهموهم بأن الامتحانات ستُلغى.
تكشف المصادر أنّ الامتحانات لن تكون صعبة على الإطلاق، وهي تراعي كل الظروف التي مرّ بها قطاع التعليم في الموسم الدراسي الحالي، والأسئلة تراعي فكرة النقص الكبير في المناهج التعليمية، بمعنى آخر ستكون الأسئلة مخصصة لأبناء التعليم الرسمي الذين عانوا الأمرّين هذا العام، ما يجعلها أسهل لتلامذة التعليم الخاص الذين حصلوا على تعليم كامل.
بالرغم من ذلك، اشتكى عدد من الطلاب في التعليم الرسمي من خروج بعض الأسئلة عن المنهج المحدد لهم، وبحسب المصادر فإنّ ذلك مردّه الى اختلاف عدد أيام التعليم بين المدارس الرسمية نفسها، فهناك مدارس اعتمدت على الخيّرين في محيطها لتعمل، بمقابل مدارس أخرى كانت شبه مقفلة، وهذا ما يجعل بعض الطلاب متأخّرين عن غيرهم.
بالنسبة الى تفاصيل الإمتحانات داخل المراكز، فلا يزال من المبكر الحديث عن "طبيعة" المراقبة وقساوتها، لكن بحسب المصادر فإنها لن تختلف كثيراً عن الامتحانات المهنيّة، حيث يتم التراخي حيناً والتشدّد أحياناً لمنع التفلّت والفوضى، مشيرة الى أن المراقبين يتركون المجال أحياناً "للتنقيل" ربما في نهاية الحصة، وذلك لمساعدة الطالب الذي ربما يحتاج الى مساعدة بسيطة، وهذه الطريقة لا تنفع لمن يحضر الى الامتحان بغية النقل حصراً، دون أن يكون قد تحضّر له. هذه القاعدة العامة، ولكل قاعدة استثناء، فهناك بعض المراقبين الذين يتشدّدون للغاية في المراقبة، وبعضهم من يترك الساحة متاحة لكل أنواع النقل، وهنا بحسب حظّ التلامذة.
تجزم المصادر أن أسس عملية التصحيح ستكون مشابهة لأسس ومعايير عمليّة وضع الأسئلة، فهي ستراعي الطلاب، لكنها بنفس الوقت ستضمن نجاح من يستحق النجاح، خاصة أن هذه المرحلة مهمّة وأساسيّة للجامعات، علماً أن نسب النجاح في الشهادات الرسمية المهنيّة التي صدرت مؤخراً كانت مرتفعة جداً، ويُتوقّع أن تكون كذلك بما يتعلق بالإمتحانات الرسميّة للشهادة الثانوية، وما تبقى من نتائج للشهادات المهنيّة والتي يُتوقع بحسب المصادر أن تصدر تباعاً هذا الأسبوع.