مع ظهور هذه الأسطر، تكون كنيسة القدّيس جاورجيوس في برمانا، قد شهدت عرسًا كنسيًّا، حين انسكبت النّعمة الإلهية على رأس الشمّاس لوقا عبدو، ليصير كاهنًا جديدًا على مذبح الرب، بوضع يد راعي الأبرشيّة المطران سلوان موسي، راعي أبرشية جبيل والبترون وما يليهما للروم الأرثوذكس.
تأتي سيامة الشمّاس لوقا كاهنًا، بعد أسبوع على سيامة الشمّاس نادر سلوم كاهنًا، والمفارقة انهما أقارب.
أن تكون كاهنًا لخدمة مذبح الرب، أي شعب الرعيّة التي انتدبت لخدمتها، أمرٌ مبارك. فالكهنوت نعمة ومسؤولية في آن. ففي خدمة سيامة الكاهن، يعطي الأسقف الذبيحة الإلهية للكاهن الجديد ويقول له: "خذ هذه الوديعة واحفظها سالمةً إلى مجيئي". وحَملُ الله في الذبيحة المقدّسة إشارة واضحة إلى شعب الكنيسة وأبناء الرعيّة التي بات خلاصها على عاتق الكاهن، من خلال رعاية سليمة مباركة، تحمله معهم إلى مجد الرّب السماوي، ليصيروا معًا "كهنوتًا ملوكيًّا وأمّة مقدّسة".
نشكر الله كلّ حين، الذي ما زالت كنيسته تفرز شبابًا لخدمة مذبحه المقدّس، على مثال نادر ولوقا، اللذان تلقيا تربية مباركة في صفوف حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وشربا من نبع مبادئها وتوجيهات مرشديهم، وطبعًا استقوا من بئر المطران جورج خضر وتعاليمه الكثير، ونهلوا من إرشادات المتروبوليت سلوان موسي.
لا ننسى أهميّة بنيانهم الشخصيّ مع الأخوة الذين آزروهم وتعلّموا منهم، سواء من ضعفاتهم وسقطاتهم أم من فضائلهم وتجلّياتهم.
كلّما شاركت في سيامة أحد الأخوة، شمّاسًا أم كاهنًا، لا أستطيع أن أحبس دموعي، لأنّي في هذه اللحظة، التي فيها يسجد المؤمنون في خدمة سر الكهنوت، أشعر أن هذه النععمة، التي نلتها يومًا، هي دينونة على مسرى حياتي، التي في نهايتها سأقدّم لله جرّدة حساب عمّا فعلتُه لمجد كنيسته وأبنائها.
فيا أخواي لوقا ونادر، كونا على ثقة أنكما إذا سلكتما بحسب النعمة التي نلتماها، لن يترككما الله، مهما واجهتكما صعاب وتحدّيات وأزمات. درب الكهنوت ليس مزروعًا بالورد، إنّما بالشوك، ولكن تذكّرا أن إكليل الشوك اعتلى رأس المخلص على الخشبة، فتعايشا مع الشوك حتى تكونا مستحقين لكهنوتكما بكل ما للكلمة من معنى.