ما يحصل في موضوع الدواء جنون، والجنون الأكبر الأسعار التي وضعت لبيع الأدوية في الأسواق اللبنانية، أزمة مرضى غسيل الكلى يلاقيها أزمة أخرى بأزمة الادوية المزمنة، إضافة إلى أنواع أخرى من الأمراض التي علاجها يكلّف مئات الاف الدولارات، أو يكون الموت هو مصير من يعاني من هذا المرض، في حال لم يتلقّى العلاج كما يجب.
الهيموفيليا، وهو الاضطراب المزمن في الدمّ الذي يؤدّي إلى عدم تخثّره بشكل طبيعي، واحد من تلك الأمراض التي يعاني المرضى فيه من نقص في الدواء، في وقت يتعرض فيه المصابون لاضطرابات تخثّر الدمّ الوراثيّة الأخرى ولنزيف تصعب السيطرة عليه لدى حصول جرح أو رضّة بسيطة، وقد يسبب النزيف الداخلي في المفاصل والعضلات آلاماً حادة، عجز أو اعاقة، وفي حال حصول نزيف في الاعضاء الرئيسيّة كالدماغ قد يؤدي إلى الوفاة.
تتابع الجمعية اللبنانية للهيموفيليا حوالي 531 مريضاً، وتشرح رئيسة الجمعية الدكتورة سولانج صقر أن "ليس جميع المصابين لديهم علاج بالدولة اللبنانية"، لافتة إلى أن "من كان يُعالج على حساب وزارة الصحة لم يعد ذلك مؤمناً له، ففي السابق أي قبل أزمة الدولار وتأثيرها على سعر الدواء، كانت وزارة الصحّة تقوم بمناقصة وتغطّي نفقات العلاج والدواء للمرضى، في حين أنه لم يعد كذلك راهنًا".
وتشير سولانج صقر عبر "النشرة"، إلى أنه "حالياً يتم ارسال المريض المسجّل لدى وزارة الصحة إلى الصيدلياّت مصحوبا بموافقة مسبقة من الوزارة للحصول على الدواء، على أن يقوم هو بدفع ثمنه على سعر دولار 15 الف ليرة عوضاً عن 1500 ليرة"، وتضيف: "شاب وزنه 80 كليوغراماً كان يكلفه العلاج الشهري للهيموفيليا الف دولار، نسبة إلى سعر صرف 1500 ليرة، ارتفعت اليوم الكلفة على تسعيرة الدولار بـ15000 ليرة، على الرغم من أنه يُعتبر مدعوماً، ولكن مع الدعم والأعداد الكبيرة للأشخاص المسجّلين في الوزراة وتمكنهم من الحصول على الدواء أو العلاج، فهم يلجأون إلى الجمعية لأنه ليس بمقدورهم دفع هذا المبلغ الضخم".
في المقابل، تبقى هناك أيادٍ بيضاء تساعد على الاستمرار، وهنا نتحدث عن مساعدة تلقّتها الجمعية من نظيرتها الطبية اللبنانية الاوروبية ومركزها فرنسا، وتضم أطباء ومتخصصين في أوروبا من أصول لبنانية هاجروا خلال الأزمة اللبنانية الحالية، والمساعدة عبارة عن 74 عبوة عامل 8 (عيار العبوة) 2500 وحدة/100، وهذه العبوات تطال من تخطت أعمارهم الـ14 عاماً وما فوق.
في هذا الإطار، يشير رئيس الجمعية الدكتور ايلي حداد، في حديث لـ"النشرة"، إلى أننا "كجمعية نسعى بكل الامكانات إلى مساعدة اللبنانيين عبر مدّهم بالمعونة اللازمة أو المساعدة الممكنة، كالتي قدمناها اليوم وحتماً ستساعد العديد من المرضى في هذا المجال".
في المحصّلة مشكلة تأمين الأدوية ودفع كلفة العلاج مزمنة... والسؤال " هل مصير المرضى في لبنان الموت"؟!.