خماسية الدوحة قد لا تغيّر الكثير في المشهد اللبناني الحالي الذي يسود في ظلّ الشغور الرئاسي الذي قد يطول ويطول جدًا، فالعالم مهتم بلبنان والسياسيون اللبنانيون، أو لنقل معظمهم مهتم بالتمسك برؤيته للأوضاع وسبل معالجتها.
كيف قرأ "الثنائي الشيعي"، أي "حزب الله" و"حركة أمل"، بيان الإجتماع الخماسي في الدوحة؟.
مقرب من الثنائي، قال لـ"النشرة" أن الإجتماع الخماسي والبيان الصادر عنه لن يجعله يتخلّى عن مرشحه رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، وهو متمسك به وهو ما زال خياره الوحيد حتى الساعة، لكنه جاهز للحوار مع الجميع، خصوصًا مع الأقربين إليه وتحديدًا مع "التيار الوطني الحرّ"، على سلة أسماء ومن ضمنها زعيم "المردة". إلا أن الثنائي، لا سيما الحزب، لا يقبل حوارًا مشروطا، وبالتالي فهو لن يقبل حوارًا لا مع التيار ولا مع غيره، عنوانه التخلّي عن فرنجية والذهاب للبحث عن مرشح، هو إفشال للحوار قبل أن يبدأ.
الثنائي، وكما يقول المراقب القريب منه، هو مع كل حراك خارجي أو مساعٍ خارجية للخروج من النفق المظلم ولإنقاذ الجمهورية بانتخاب رئيس لها، لكن مساع وحراك من دون إملاءات ولا شروط أو وصاية، خصوصًا وصاية صندوق النقد الدولي، الذي يضع شروطًا تحتاج إلى نقاش "عل القطعة"، وبما يتناسب مع لبنان واقتصاده وما يناسب اللبنانيين.
الثنائي يعتبر، بحسب مقربين منه، أن تضمين بيان الدوحة قضايا وملفات خلافية بين اللبنانيين هو تفخيخ للبيان وللإجتماع، لأنه يحمّل جهات معينة مسؤولية ما حصل ويحصل في لبنان، ويعتبر ذلك ظلمًا واستهدافًا سياسيًا، مع العلم أن الثنائي، الذي يعتبر أن الإستحقاق الرئاسي هو استحقاق داخلي وبحاجة إلى حوار داخلي جدّي، رأى في بيان الدوحة عدة مقاربات ممكن التعويل عليها وهو مستعد للتعاون مع أي نقطة يرى فيها مصلحة لبنان.
الثنائي الشيعي قوة في كل استحقاق وطني يجب التعامل معه بإيجابية، فهو مكوّن لبناني واللبنانيون أعطوه ثقتهم في الإنتخابات النيابية الأخيرة وفي كل الإنتخابات النيابية الماضية، لا يمكن غض النظر عن هذا الموضوع، لهذا يجب محاورته، بروية وهدوء، كما يقول سياسي مسيحي عتيق لـ"النشرة"، لأن محاولة كسر الثنائي لن تجدي نفعًا ولن تجلب إستقرارًا نقديًا وماليًا وآمنًا للبنان.