كشفت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، عن مساعٍ حثيثة تجري لترتيب لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" الذي يزور تركيا اليوم الثلاثاء في 25 تموز الجاري، تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنيّة وقيادة الحركة، لردم هوة الخلافات بين الطرفين بعد تعثر المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ سنوات، للبحث في آخر تطورات ومستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وتمر العلاقة بين حركتي "فتح" و"حماس" بمرحلة من القطيعة والجفاء، على خلفية عدم تطبيق بنود الاتفاقات السابقة بينهما والتي تمت برعاية مصرية، وخاصة ما يتعلق منها بالانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني رغم تذليل الكثير من العقبات والتوافق عليها بالتوالي ووفق مهل زمنية محددة.
وتشير المصادر، أنه في حال نجحت المساعي الحميدة التركية–الفلسطينية، فإن اللقاء يمهد الطريق لإعادة حرارة التواصل بين الطرفين، لإنجاح اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية المزمع عقده في القاهرة في 30 تموز الجاري بدعوة مصرية لبحث الأوضاع الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر وآخرها على مخيم جنين.
وكان آخر لقاء عقد بين الرئيس عباس وهنية (6 تموز 2022) برعاية الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون تزامنا مع احتفالات العيد الستين لاستقلال البلد، قبل أن توقع الفصائل الفلسطينية (13 تشرين الأول 2022) على وثيقة إعلان الجزائر-اتفاق فلسطيني جامع تلتزم بموجبه بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وتشكيل حكومة وحدة في غضون عام.
ومن المقرر، أن يلتقي الرئيس الفلسطيني بنظيره التركي في إطار المشاورات السياسية المنتظمة التي تتم بين الرئيسين والبلدين الصديقين، في ظل ما يجمعهما من روابط وعلاقات تاريخية. بحسب ما صرح سفير فلسطين لدى تركيا فائد مصطفى، الذي أكد أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرة قضيتنا الوطنية، في ضوء التطورات المحلية والإقليمية والدولية، وتزايد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا، وتنصّل الحكومة الإسرائيلية من كل الاتفاقيات والأسس التي أقيمت عليها عملية التسوية السياسية.
وارتباطا، عقدت حركة "حماس" في لبنان عدة لقاءات ثنائية مع فصائل فلسطينية لبحث سبل إنجاح اجتماع الأمناء العامين في القاهرة، حيث شارك في الاجتماعات نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ صالح العاروري وأعضاء المكتب السياسي حسام بدران وزاهر جبارين ومسؤول دائرة العلاقات الوطنية في الخارج علي بركة.
والتقى الوفد الحمساوي مع كل مع وفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام زياد النخالة، ووفد من الجبهة الديمقراطية برئاسة نائب الأمين العام فهد سليمان، ووفد من الجبهة الشعبية-القيادة العامة برئاسة الأمين العام طلال ناجي. بينما أجرى مسؤول مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس حسام بدران، مشاورات واتصالات مع باقي الفصائل والقوى الوطنية، وعدد من قيادات الفصائل بينهم نائب الأمين العام للجبهة الشعبية جميل مزهر، والأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، وعدد من القيادات الوطنية والشخصيات المستقلة.
وركزت اللقاءات والمشاورات على الاتفاق على مخرجات وطنية عملية للقاء القاهرة المرتقب ترتكز على المقاومة الشاملة لاسرائيل، وتوحيد الصف الوطني في مواجهة الاحتلال والاستيطان "والحكومة الفاشية" برئاسة بنيامين نتانياهو. وعلى مخاطر الحالة الفلسطينية بشكل عام في ظل وجود حكومة صهيونية متطرفة، وتصاعد جرائم القتل والاستيطان والاعتداء على المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
كما أكدت كل الفصائل والقيادات الفلسطينية على تجريم سياسة الاعتقال السياسي في الضفة الغربية المحتلة، مشددين على وجوب الإفراج عن جميع المعتقلين ووقف هذه السياسة الآثمة كبادرة حسن نية لإنجاح اجتماع القاهرة.