رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي انفك من حوله عقد الرفاق وأصبح حالة متنية، بعدما كان الحزب الاوسع انتشارا على امتداد الخريطة اللبنانية، يرفع سقوفه عاليا ويعلو صراخه ليذكر الناس بأنه موجود. فهذا المحامي الشاب آلاتي من "حركة لبناننا" والتلميذ النجيب للأستاذ البير كوستانيان الخلاق في إختراع منظمات وهيئات يطلق عليها اتفاقا "مجتمع مدني" ويؤمن لها التمويل من مصادر خارجية لا يعرف مربط خيلها، أنهى "حزب الكتائب" الذي عرفه اللبنانيون لعقود طوال من الزمن لمصلحة حزب هجين لا يعرف ماذا بقي منه اليوم.
بلى ربما "العائلة" وهي في ترتيب الثالوث الحزبي الثانية.
يعيش سامي الجميل هاجسا اسمه "سمير جعجع". يغيظه كيف أن الاخير سحب البساط من تحت قدميه، وكيف تحدّاه في عقر داره ومربط خيله. لم يتصور يوما أن يكون للقوات نائبان في المتن الشمالي وأن يحصدا النسبة الأعلى من الاصوات. ما بين العام 2018 والعام 2022، لم يضف إلى رصيد الكتائب الانتخابي الا 900 صوت او اكثر بقليل، فيما أضيف إلى رصيد القوات ما يزيد على 8000 صوت. وكان لذلك وقع الصاعقة على حزب الكتائب وعلى عائلة الجميل بالذات، التي سجلت تراجعا حتى في بكفيا وجوارها.
من هنا يعتقد سامي أن اعتماده خطابا مغالٍ في تطرفه، وأن يكون على يمين سمير جعجع سيسمح له باستقطاب واسع للقواعد المسيحية واستعادة الكتائبيين "الضالين" الذين هجروا حزب العائلة بالمئات، بل بالآلاف.
وفي حادثة الكحاله الاخيرة شمّر رئيس "حزب الكتائب" عن زنوده، وهدّد "حزب الله" بتعاطٍ مختلف معه "من آلان فصاعدا". هل يعني ذلك أن الشيخ سامي سيواجه الحزب عسكريا او امنيا، فإذا كان قادرا فماذا ينتظر؟ ومن الذي يربط زنده؟. هذا الكلام فاجأ والده ،كما فاجأ الكثيرين في الكتائب وخارجها ورأوا فيه كلاما غير مسؤول يزيد نسبة التوتر من دون أن يكون له أي تأثير سياسي او عملاني. "بس شغلتنا" المزايدة، والاندفاع إلى الأمام!.
الذين استمعوا إلى الشيخ سامي وابن بلدته سيرج داغر الذي كان "يحجّ" إلى الغبيري بحجّة علاقة صداقة عائلية مع أبي سعيد الخنسا، اعتبروا أن طبول الحرب بدأت تدق وأن ساعة إجتياح الضاحية قد أزفت، فيما كانت النتيجة "فياسكو" لأن الاحجام معروفة والمكتوب يُقرأ من عنوانه. الكتائب ما عادت الكتائب التي عهدها اللبنانيون والمسيحيون يا شيخ سامي: "كان دا زمان".