أكّد نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" العلّامة الشّيخ علي الخطيب، أنّ "ما يشهده وطننا من تفاقم الأزمات الّتي تنهك كواهل اللّبنانيّين، ينذر بعواقب وخيمة على أمننا الاجتماعي، الّذي نشهد تداعياته في المشاكل الأسريّة، في ظلّ تصاعد حدّة الاحتقان السّياسي وانسداد الحلول السّياسيّة، بفعل عقلية العناد والمكابرة وعدم الاحتكام إلى الحوار".
ولفت، خلال إلقائه خطبة الجمعة في مقرّ المجلس، إلى أنّ "المطلوب من القوى السّياسيّة المتعنّتة الّتي تنتظر إملاءات الخارج، أن تعود إلى رشدها وتلتزم دعوة الحوار الّتي أطلقها رئيس مجلس النّواب نبيه بري، لإنتاج تفاهمات وطنيّة بدءًا من التّوافق على اسم رئيس الجمهوريّة، تمهيدًا لتشكيل حكومة طوارئ إنقاذيّة تخرج الوطن من أزماته المتفاقمة".
وأشار الخطيب إلى "أنّنا على مقربة من إحياء ذكرى تغييب الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقَيه، الّتي تشكّل مناسبةً وطنيّةً وإنسانيّةً تستدعي أن يستعيد اللّبنانيّون مأثر ورؤى الإمام الصدر، الّتي كانت مثالًا للمسؤوليّة في حفظ الوطن وشعبه وتصويب المسار السّياسي، بما يحقّق العدالة الاجتماعيّة للمواطن".
ودعا اللّبنانيّين إلى "استحضار مواقف الصّدر في الوحدة الوطنيّة، والخروج من النّظام السّياسي الطّائفي المسؤول عن معظم أزماتنا السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، فيتحمّل السّياسيّون مسؤوليّاتهم في تعميم ثقافة المواطنة الّتي تحقّق الإنصاف والعدالة الّتي ينشدها كلّ المواطنين، ويتمّ استكمال تطبيق اتفاق الطائف بدءًا من تشكيل اللّجنة الوطنيّة لإلغاء الطّائفيّة السّياسيّة؛ وإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطّائفي وتشكيل مجلس للشّيوخ".
كما شدّد على أنّ "اللّبنانيّين لا يملكون ترف الوقت، إزاء ما يعانيه الوطن من استنزاف في اقتصاده وشلل في إدارة مؤسّساته، ما يحتّم أن يتخلّى بعض النّواب عن النّكد السّياسي، ويتجاوبوا مع الدّعوة لعقد جلسات تشريعيّة تلبّي الإصلاحات المطلوبة، للنهوض بالوطن من كبوته في هذه المرحلة الصّعبة الّتي يئنّ منها المواطنون على مختلف الصّعد التّربويّة والمعيشيّة والصحيّة والاقتصاديّة".
وجدّد الخطيب، التّعازي للجيش قيادةً وضبّاطًا وأفرادًا، ولعائلات شهداء الطّوافة العسكريّة، متمنّيًا الشّفاء العاجل للجريح، ومؤكّدًا "ضرورة الوقوف مع الجيش، الّذي يشكّل صمّام أمان للوطن، وهو على أهبّة الاستعداد للقيام بواجبه في الأمن والاستقرار والدّفاع عن الوطن وشعبه".