أكّد وزير الثّقافة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، أنّ "الاحترار العالمي والتّغييرات المناخيّة أصبحت واقعًا، لا سيّما بعد ارتفاع درجات الحرارة خلال الصّيف، سواء أكان في دول العالم أم في لبنان"، مشيرًا إلى "تداعيات ارتفاع درجة حرارة الأرض والوصول إلى 1,5 درجات مئوية وتخطّيها خلال 5 سنوات. هذا الرّقم له علاقة بنقطة انطلاق ما قبل الثّورة الصّناعيّة وما حدث لاحقًا".
وأوضح، خلال رعايته ورشة عمل نظّمتها الشّبكة العربيّة للبيئة والتّنمية، بواسطة منسّقيها في الدّول العربيّة، للحوار بين الجهات المعنيّة بقضايا المناخ، في مركز التّدريب- إدارة "طيران الشّرق الأوسط"، أنّ "هذا الاحترار العالمي لا يُقاس بارتفاع درجة الحرارة خلال الصّيف بمعدّل درجتين، بل بكلّ الاحترار العالمي، ومن الواضح أنّنا سنتخطّاه. كما أنّ الهدف الّذي كان موجودًا بعد اتفاقات باريس وكلّ مؤتمرات المناخ سنتخطاه".
ولفت ياسين إلى أنّه "عندما يتخطّى الاحترار العالمي 1,5 درجات، ستكون النّتائج كارثيّة على كلّ دول العالم والمجتمعات، لكنّها ستكون أكثر وطأة على الدّول الأقلّ نموًّا والأفقر، والمجتمعات الأقلّ نموًّا وتقدّمًا من ناحية عوامل التّنمية"، معلنًا "أنّه ذاهب للمشاركة في مؤتمر المناخ في الإمارات بعد شهرين".
وركّز على أنّ "النّقطة الأساسيّة تكمن في أنّ أيّ تأخّر في مقاربة التّغيّرات المناخيّة وكوارثها، سيزيد حدّة الكوارث المناخية وسيكون تأثيره مضاعفًا، خصوصًا على الدّول النّامية والفقيرة ودول تعاني مثل لبنان. كما سيعمّق الأزمات الموجودة سواء أكان أزمة الغذاء أم النزوح، إذ سنكون أمام نوع جديد من النّزوح وهو النّزوح البيئي، خصوصًا في المناطق الّتي ستتعرّض إلى الجفاف".
كما أشار إلى أنّ "علينا التّفكير بأنّنا قادمون على سنوات عجاف، إن لم نقارب كلّ هذه التّغييرات المناخيّة والأزمات الاقتصاديّة، وسندخل في دوّامات سلبيّة"، مشدّدًا على أنّ "تغيير المناخ سيعمّق الفجوات محليًّا وعالميًّا، وسيزيد من التّأخّر التّنموي الموجود أصلًا في بعض مناطق الأطراف كعكار أو بعلبك الهرمل أو الضنية أو غيرها". وذكر أنّ "الغابات والأحراج، وهي الأغنى في الضنية وعكار، ستكون عرضة للتّعدّيات والاحتراق والتّدهور"، سائلًا: "ما هي المقاربة الّتي تضعها الدّول الصناعيّة تجاه الدول الصغيرة مثل لبنان، الّتي ستعاني أكثر من التّغيّرات المناخيّة وهي غير مسؤولة عن هذا التّغيير؟".
وكشف ياسين أنّ "للمرّة الأولى في تاريخ لبنان، سيصدر تقرير من البنك الدولي بالتّعاون مع إدارات أخرى، حول ما يُسمّى بالتّغيير المناخي والتّنمية، وسيكون مرجعًا عن كيفيّة إدخال مفهوم التّغيير المناخي والعمل المناخي والتّأقلم مع التّغييرات المناخيّة والتّنمية، وسيصدر في تشرين المقبل".