دعا وزير الداخلية والبلديات في حُكومة تصريف الأعمال بسام مَوْلوي، السياسيين، في 14 آب 2023 إِلى أن "تصب تصريحاتهم في خدمة السلم الأهلي ولمنع الفتنة... ولكن ماذا عن تداعيات التصريحات النارية المُطلَقة يُمنة ويُسرى، خبط عشواء؟. وماذا عن تداعيتها في الشارع؟. وتحديدا أكثر، بين صفوف الشبيبة؟. وما رأي بعض المسؤولين في لبنان، المعنيين مباشرة بشؤون الشباب وشجونهم في هذا الشأن؟ ومن يُفكر بهم؟ ويطرح قضاياهم؟ ومَن يُتابعها؟
أبي رميا
يقول رئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية، سيمون أبي رميا، في حديث خصني به الأسبوع الماضي: "إن أجمل ما أذكُره في حياتي النيابية، في العام 2010، حين اكتشفت أن ثمة ما يدعى "مُنتدى الشباب"، وهو ممول من الـ (U.N.D.P). وقد كان مسؤولو الشباب، في كل التنظيمات والأحزاب والتيارات السياسية، يجتمعون معا، بعيدا من الخطابات العالية النبرة لرؤساء أحزابهم. كما ولاحَظْتُ كم هم مُتجانسون، ولدَيْهم الطُموحات نفسها".
وأضاف أبي رميا: "لقد كانت مشهديتهم معاكسة تماما لما كُنا نُشاهده على المُستوى السياسي"... وجزم: "إن الشباب، ولمُجرد خُروجهم من الانتِماء الأعمى، لزعاماتهم وأحزابهم، يُظهِرون كم هم مُواطِنون لبنانيون مِن الدرجة الأُولى"... وبحسرة وحنين تابع: "تم إنجاز وثيقة سياسة شبابية مُشترَكة، حينها، كرستها وزارة الشباب والرياضة في العام 2012، في عهد الوزير فيصل كرامي".
ونظر أبي رميا إلي قائلا: "لا يُمكنك أن تتصور الصداقة التي كانت تجمع كل هؤلاء الشباب من أحزاب مختلفة واتجاهات متعددة"!. وقد استَنتَج رئيس لجنة الشباب والرياضة أخيرا، أن "ثمة دليلا على إرادة وحيوية موجودة، بهدف أن يأخذ الشباب حقهم"...
تغيرت المُعادلة!
واليوم، قد ازدادت الأسئلة إلى سلسلة غيرها، ذات الصلة الشأن بالشأن الشبابي – التفاعُلي... كما وازدادت، توازيا، الهُوة بين المسؤولين والشبية!. فصحيح أن الأمور ذات الصلة بالشباب، كانت – وبحسب أبي رميا، "تمر سريعا في البيانات الوزارية كما وفي المجلس النيابي"، وصحيح أيضا أن "لا شيء اسمه (شباب)" في قاموس "المنظومة الحاكمة في لبنان"، غير أن الأُمور العامة والأوضاع القائمة، وعلى مُختلف الصُعد، مُنذ 2012... وحتى العام 2023، قد ازدادت سوءا على سوء!.
وفي هذا الإطار يقول أبي رميا: "أنا أُحارب اليوم منظومة، تدير البلد، ولا تعرف ما هي أهمية الشباب. فهم إن لم يشعروا بأن الدولة حريصة على حقوقهم، فإنهم سيُواجهون إذاك اليأس"!... ومن هُنا أهمية أن يشعُر الشباب أنهُم يُساهمون في تطوير بلدهم، وأنهم شُركاء في القرارات المُتخَذة.
المِدماك الأول
وسط هذه المشهدية المُذرية، بادرت جمعية "جائزة الأكاديمية العربية"، بوضع المدماك الأول للنهوض في طريقة التعاطي الرسمي مع شباب لبنان من ناحية، وفي تعزيز تواصلهم البناء الواعي، مع بعضهم البعض، من ناحية ثانية. فكاد إطلاق "نادي التواصُل والوَعي" رسميا، في 24 آب 2023.
هو مشروع نشاط تُنظِّمه "جائزة الأكاديمية العربية"، بهدف تمكين مُتعلمي الصفوف الثانوية، في مجالات التّعبيرين: الشفهي والكتابي. وكذلك مُساعدتهم في تطوير مهاراتهم التواصُلية ومَواهبهم الفنيّة وعلاقاتهم الاجتماعية.
وسيُبدأ العمل في مجال نشر أنشطة هذا النادي المُحفزَة، خلال العام الدراسي 2023–2024، في عدد من المدارس اللُبنانية الخاصة، على أن يُراعى في ذلك مبدأ الشُمولية والتنوع المناطقي والثقافي–المُجتمعي!.
ولم يكُن مُفاجئا أن تكون مجموعة "غلوبال إديوكايشن"، في طليعة المدارس التي تبَنّت المشروع، وخصته بحصة ضمن برنامجها العام، في كل من الصفوف الثانوية الثلاثة، وفي مختلف فروعها. وذلك بالنظر إلى تطابُق الأهداف التربوية للمجموعة، مع تلك المُتجسدة، في "نادي التواصُل والوعي".
الوزير مكاري
أشاد وزير الإعلام في حُكومة تصريف الأعمال، زياد مكاري، بدوره، بالمشروع التربوي المُسجل كأثر فني وأدبي في وزارة الاقتصاد–مصلحة حماية الملكية الفكرية. كما وأبدى–خلال اطلاعه على مشروع "نادي التواصل والوعي"، كل الحرص على الدعم والمؤازرة...